============================================================
1256مفاتيح الأسرار ومصابيح الأيرار وإدراكاتهم عقلا وإدراكا أرفع منها، وأن في الجسمانيات ما يسبق الروحانيات فضلا وعقلا وادراكا وفهما، وهذا من عجبب لطفه وصنعه، ولطيف صنائعه وبدائعه، ولن يستقيم ذلك على مذهب الصابئة والفلاسفة؛ فان الروحانيات لاتقصر عن الجسمانيات عند الصابئة و لذلك أنكروا الرسالة في الصورة البشرية، وإن العقول المفارقة لاتتقاصر عن العقول الممازجة، ولذلك أنكروا النبوة في الأمزجة الإنسانية.
وسر آخر: أن الخلافة عن الله تعالى في الأرض ابتدأت من أدم -عليه السلام -ولم تنقطع و لاتنقطع إلى يوم القيامة وما خلق الله تعالى مضلا إلا ونصب بإزائه هاديا، ولاقيض شيطانا الا وأنهض بإزائه مرشدا وسلطانا، (فبعث الله النبيين ميشرين ومنذرين) وإنما توارثها الأنبياء -عليهم السلام -بطنا بعد بطن وقرنا بعد قرن، وكان الماضي منهم مبشرا بالغابر، ومصدقا لمن بين يديه من الرسل، ولما بين يديه من الكتب؛ وفي زمان واحد من خلفاء الآرض قوم حكمهم حكم الملائكة في التسليم، وقوم حكمهم حكم الشيطان الرجيم من الاستكبار العظيم، (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوأ شياطين الإنس والجن* وكماكان بين كل نبي ونبي وزمان وزمان آئمة يدعون إلى الخير، وأئمة يهدون بأمر الله، كذلك بين نبي الرحمة خاتم النبيين وبين الساعة أئعة يهدون بالحق، وبه يعدلون؛ فلا يخلو زمانه -صلى الله عليه وآله - عن أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وعن أئمة يهدون بأمر اله وعن الصادقين الذين أمرنا بالكون معهم، والاستماع منهم، والطاعة لهم، والرد إليهم.
وكماكان لكل نبي عدو شياطين الإنس والجن كذلك لكل ولي من أولياء الله تعالى عدو من شياطين الإنس والجن، والشقاق والنفاق، إلى أن يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين. قال - صلى الله عليه وسلم -: "التسلكن سبل الأمم قبلكم حذو -110 ب - القذة بالقذة والنعل بالنعل حتي لو دخلواجحرضب لدخلتموه"(492) وقال داود - عليه اللام -: "مثل ماكان سيكون ومثل ما حدث سيحدت وليس تحت الشمس أمر جديد" وقد قال الله - عز وجل -: (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قؤلهم) وقال (فما كانوا ليؤمنوا بماكذبوا من قبل) فقصة آدم و الملائكة واللعين الأول جارية في الأزمان كلها والأدوار بأسرها إلى القيامة يوم الفصل ل بالقول والفعل.
ليتهنل
Page 322