252

============================================================

1189 مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار صفاتهم وأحوالهم عقب ذلك بمتلين تعرف بهما أحكامهم في الدنيا والآخرة؛ والمثل إنما ضرب تقريبا للمعانى إلى الآفهام، وربطأ لحال مستور بحال مشهور، ومثال محسوس؛ ويحسن ذلك في البيان تأكيدا للكلام، وتقريرا للحجة.

اللغة قال الفراء: المثل والمثل بمعنى، وهو الشبه والشبيه؛ ومن أهل اللغة من فرق بين المتل ل والمثل، فقال: المثل بالفتح يستعمل في الأمثال المضروبة، والمثل بالكسر يستعمل في الشيء الممائل لغيره. قال المبرد: المثل مأخوذ من المثال، وأصله التشبيه؛ والشيء يعرفا بشبهه ونظيره؛ والمقصود بالمثل البيان عن حال الممثل، وهو تشبيه الحالة بالحالة. ولو قيل: هو الذي استوقد نارا، لم يعرف ما الغرض من التشبيه؛ فإذا ذكر لفظ المثل علم أن المراد تشبيه الحال بالحال.

وقوله: (إشتوقد) بمعنى أوقد، وهو كقولهم استجاب بمعنى أجاب. هذا قول أكثر أهل الغة: وقال أبوعبيد: استوقد، اي استدعى من غيره نارا للضياء، والسين للطلب.

(فلتا أضاءت"، أي النار، (ما حوله) يقال: أضاعت النار نفسها وأضاء بها غيرها، يكون لازمأ ومتعديا: ويقال: ضاءت النار في نفسها وأضاءت غيرها، كلاهما لغة. يقال: ضاء الصبح يضوء ضوءأ، وأضاء يضيء إضاءة، وأضاءت لي النار وأضاعت الناركذا، أي بيتت؛ وقرا محمد بن السميقع ضاءت بغير الف؛ و"حوله" نصب على الظرف.

قال الفراء: شبههم وهم جماعة بالذي استوقد نارا وهو واحد: لأنه شيه الفعل بالفعل، كأنه قال: متل فعلهم كمثل فعل الذي استوقد نارا: والفعل الموحد قد يكون للواحد والجميع، وذلك أنه مثل النفاق، وهو كقوله: (تدور أغينهم كالذي يغشى عليه) يعني كدوران عين الذي يغشى عليه؛ وكذلك: (ما خلقكم ولابغتكم إلا كنفس واحدة) أي الا كخلق نفس وكبعث نفس؛ ولو كان التشبيه للأجسام لماكان إلا مجموعا كما قال: (كأنهم خشب مسندة" و(كأنهم أغجاز نخل).

نم فال: -78 ب - * ذهب الله بنورهم على الجمع: لأنه رجع إلى المنافقين؛ وقال ليتهنل

Page 252