251

============================================================

فيرسورة البقرة (185 (جاهد الكفار والمتافقين): "إن جهاد الكفار بالسيف والمنافقين بالحجة" فصحيح، وإن كان يجاهدهما بالحجة والبرهان أولا، ثم خص الكفار بالسيف، وما شهر السيف على المنافقين؛ لأنهم بعد في ستر التقية بالكلمة والاستظلال بالدين والإسلام. لكن المحققين قالوا: إن التكليف كان متوجها عليه بالجهادين جميعا سيفا وحجة؛ فقضى أحد القرضين والدينين، وبقي عليه الدين الثاني؛ فقال: "علي قاضي ديني"(461)، فقضى دينه وأبرأ ذمته عن عهدة التكليف؛ وذلك قوله: "فيكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله"؛ وقوله أيضا، "إنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين"(462) وذلك قوله: "وأنت قاتلهم يا عليا فإذا أدركتهم فاقتلهم قتل ثمود".

ولربما يحكم نيي من الأنبياء - عليهم السلام - بأحكام القيامة؛ وقد حكم داود - عليه اللام - بلاثة أحكام من أحكام القيامة، وحكم موسى -عليه اللام - في السامري وأصحابه بأحكام القيامة: إذ لم يقتل قومهم حتى قتلوا أنفسهم: وجرى في أحكام عيسى -عليه اللام -من أحكام القيامة كثير؛ وكذلك في القرآن أحكام كثيرة من أحكام القيامة؛ قال الله تعالى: (ولاتصل على أحد منهم مات أبدأ ولاتقم على قبره)؛ وقد أمر -عليهاللام- يوم الفتح .(463) بققل جماعة هم أحد عشر نفسا، قال: "اقتلوهم وإن رأ يتموهم متعلقين بأستار الكعبة"(462)، ففرب بعضهم وتوارى واختفى بعض، وتشفع في بعض، وقتل بعض؛ وكثير من المنافقين ن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون؛ ومن المنافقين من أظهر حاله لحذيفة بن اليمان؛ ومنهما من أظهر حاله بحب علي وبغضه؛ فقال: "لايحبك إلا مؤمن تقي ولايبغضك إلا منافق (464) - شقي"(464)؛ ومنهم من أخفى حاله غاية الخفاء، يعاشره -78آ- معاشرة الولي الحميم: فإذا الذي بيتنك وبيته عداوةكأنه ولي حميم)؛ وحديث: "بئس أخو العسيرة ونعم أخو العشيرة" (465) معلوم مشهور.

قوله -جل وعز: مثلهم كمثل الذي اشتؤقد نارا فلما أضاءت ما حؤله ذهب الله 2 بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) النظم وجه النظم بين الآيات في المنافقين وبين المثلين المذكورين بعدها أنه تعالى لما ذكر ليتهنل

Page 251