Madhahib Al-Nas fi Sifat Al-Mahabba Lillah Azza wa Jal

Abdul Majeed bin Mohammed Al-Uwalan d. Unknown
6

Madhahib Al-Nas fi Sifat Al-Mahabba Lillah Azza wa Jal

مذاهب الناس في صفة المحبة لله عز وجل

Genres

الفصل الأول: مذهب أهل السنة والجماعة في صفة المحبة لله ﷿ قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في توضيح عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات: (فالأصل في الباب أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيًا وإثباتًا، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفى عنه ما نفاه عن نفسه. وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها، إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه - مع ما أثبته من الصفات - من غير إلحاد، لا في أسمائه ولا في آياته ... فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات، مع نفي مماثلة المخلوقات، إثباتًا بلا تشبيه، وتنزيهًا بلا تعطيل، كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] ففي قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ رد للتشبيه والتمثيل، وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ رد للإلحاد والتعطيل) (^١). وقال أيضًا: (ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله محمد ﷺ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه ﷾، فإنه ﷾ أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه ... - ثم ذكر ﵀ بعض الآيات التي تدل على الصفات، ومنها الآيات التي تدل على صفة المحبة لله ﷿ فقال: - وقوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ٩٥]، ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩)﴾ [الحجرات: ٢٢]، ﴿دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ﴾ [المائدة: ٥٤]، ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤)﴾ [البروج: ١٤]، ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١] وغيرها من الآيات (^٢).

(^١) التدمرية، ابن تيمية، ص ٧.مجموع الفتاوى لابن تيمية، ص (٤/ ٢). (^٢) العقيدة الواسطية، لابن تيمية، ضمن مجموع الفتاوى ص (٣/ ١٢٩ - ١٣٠، ١٣٢)، انظر التوحيد لابن مندة، ص (٣/ ٢٠٤ - ٢٣٨).

1 / 6