Madhahib Al-Nas fi Sifat Al-Mahabba Lillah Azza wa Jal

Abdul Majeed bin Mohammed Al-Uwalan d. Unknown
2

Madhahib Al-Nas fi Sifat Al-Mahabba Lillah Azza wa Jal

مذاهب الناس في صفة المحبة لله عز وجل

Genres

تمهيد إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران: ١٠٢]، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء: ١]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١]. أما بعد: فإن الله تعالى بعث نبيه محمدًا ﷺ بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، ولم يمت رسول الله ﷺ حتى بين للناس جميع ما يحتاجون إليه، فتركهم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك (^١). وكان من أهم ما يحتاجون إليه، وبينه لهم رسول الله ﷺ، تعريفهم بربهم، وما يستحقه من الأسماء الحسنى، والصفات العلى. ولقد كان فهم الصحابة رضوان الله عليهم للكتاب والسنة، واعتصامهم بهما امتثالًا لقوله ﵊: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله» (^٢)، حائلًا بينهم وبين التنازع والتفرق المذموم وتقديم رأيهم على الكتاب والسنة. وكذلك كان من سلك سبيلهم، لم يكن أحد منهم يقدم قوله ورأيه على الكتاب والسنة، أو يعارض النصوص بمعقوله.

(^١) سنن ابن ماجه، المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين، ص (١/ ١٠) رقم ٣٥، وهو في صحيح سنن ابن ماجه للألباني ص (١/ ١٣)، رقم (٤١). (^٢) رواه مسلم في كتاب الحج، باب في حجة النبي ﷺ، ص (٤/ ٣٨).

1 / 2