141

[طرف من أخبار النواصب وذكر بعض رجالهم]

قوله عليه السلام :

ومن نواصب ضلت في عقائدها

وما استقادت لمأثور ولا أثر

عادت عليا وعادت بعده حسنا

ثم الحسين لضغن بالنفوس غري

اعلم أن النواصب: اسم لمن نصب العداوة لآل محمد، فهم أدخل من الخوارج في العموم إذ الخوارج يجمعها تكفير علي وعثمان كما تقدم، وفي النواصب من يتولى عثمان، ولأن من النواصب جماعة من الصحابة كعبد الله بن الزبير، وغيره.

قال ابن أبي الحديد: كان ابن الزبير يبغض عليا، وينال منه، وقال مرة وهوفي البصرة وقد أقبل علي -عليه السلام-: جاءكم الوغد اللئيم، ومكث أيام ادعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي ، وقال: لا يمنعني من ذكره إلا أن تشمخ رجال بأنافها، وفي رواية: أن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره.

وروي أنه قال لعبد الله بن عباس: ما حديث أسمعه عنك؟ فقال [ابن عباس] : ما هو؟ فقال: تأنيبي وذمي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((بئس الرجل المسلم يشبع ويجوع جاره )). فقال ابن الزبير: إني لأكتم بغض أهل هذا البيت منذ أربعين سنة وكان علي -عليه السلام- يقول: ما زال الزبير منا -أهل البيت- حتى نشأ ابنه عبد الله فأفسده وهو الذي حمل أباه على الخروج على أمير المؤمنين، وزين لعائشة مسيرها إلى البصرة.

Page 233