Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
[طرف من أخبار أبي موسى الأشعري]
وأما الأشعري: فهو عبد الله بن قيس، وهو الذي جازت عليه الخديعة الكبيرة التي كانت بسببها الفتنة العظيمة بعد تكرير التحذير عليه، وتأكيد الإنذار؛ فلم يغن الحذار حتى نظمت قصته في الأشعار
فقال الحريري :
فإن تك قد ساءتك مني خديعة
فقبلك شيخ الأشعريين قد خدع
وقال الصاحب بن عباد: ذهب ثلثا الدين بالأشعريين، يعني: أبا موسى، وأبا الحسن المتكلم شيخ الفرقة الأشعرية وكان من حديث تحكيمه على سبيل الاختصار، أنه لما كان أواخر أيام صفين وأيقن معاوية أنه مغلوب، استشار عمرا بن العاص فقال: ترفع المصاحف فإن قبلوها اختلفوا، وإن ردوها اختلفوا، وآل الكلام إلى أن جعل الحكم إلى عمرو[بن العاص] وأبي موسى، بعد أن كره علي -عليه السلام- تحكيم أبي موسى، وقال: لا أرضى به، وإنه غير مرضي، وقد فارقني، وخذل الناس عني، ولكن هذا ابن عباس. قالوا : والله ما نبالي أنت كنت أو ابن عباس.
قال: فالأشتر؛ فقال الأشعث: وهل طبق سعة الأرض علينا إلا الأشتر؛ فقال علي -عليه السلام-: فإني أخاف أن يخدعه عمرو، فإن عمرا ليس من الله في شيء؛ فقال الأشعث: هو أحب إلينا فبعثوا إلى أبي موسى فجاء، فقال: الأحنف بن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين، إن شئت أن تجعلني حكما أو ثانيا، أو ثالثا فإنه لا يعقد عقدة إلا حللتها، ولن يحل إلا عقدت، فأبى عسكر علي عليه السلام إلا أبا موسى الأشعري.
وكان ابن عباس -رحمه الله- يعظ أبا موسى، ويقول: إنه عمرو، فلا تغتر بقوله، وقال النجاشي : شاعر -عليه السلام- في ذلك:
Page 224