23

Mā rawāhu Ibn al-Qayyim ʿan Shaykh al-Islām

ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام

Publisher

دار القاسم

Publication Year

1427 AH

قال تعالى عن الشيطان ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلْيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [النساء: ١١٩] فالله تعالى أقدر الخلق على أن يغيروا ما خلقهم عليه بقدرته ومشيئته.

وأما تبديل الخلق بأن يخلقوا على غير تلك الفطرة فهذا لا يقدر عليه إلا الله، والله لا يفعله كما قال ﴿لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ ولم يقل لا تغيير فإن تبديل الشيء يكون بذهابه وحصول بدله، فلا يكون خلقٌ بدل هذا الخلق ولكن إذا غير بعد وجوده لم يكن الخلق الموجود عند الولادة قد حصل بدله. [أحكام أهل الذمة ٢/١٠٤٠]

١٦ - أقسام الناس من حيث الهداية:

قال ابن القيم - رحمه الله -:

قال شيخنا: الناس في الهدى الذي بعث الله تعالى به رسوله ﷺ أربعة أقسام، قد اشتملت عليهم هذه الآيات من أول السورة إلى ههنا(١). [اجتماع الجيوش الإسلامية ٢٦/١]

١٧ - مفسر الضمير من قوله تعالى: ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا﴾:

قال ابن القيم - رحمه الله -:

وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ [الشورى: ٥٢].

وقد اختلفوا في مفسر الضمير من قوله تعالى ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا﴾.

فقيل هو الإيمان لكونه أقرب المذكورين، وقيل: هو الكتاب فإنه النور الذي هدى به عباده.

قال شيخنا: والصواب أنه عائد على الروح المذكور في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾. [اجتماع الجيوش الإسلامية ١/٣٨]

١٨ - ثمود:

قال ابن القيم - رحمه الله -:

وذكر في هذه السورة ثمود دون غيرهم من الأمم المكذبة.

فقال شيخنا: هذا والله أعلم من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى فإنه لم يكن في الأمم المكذبة أخف ذنبًا وعذابًا منهم، إذ لم يذكر عنهم من الذنوب ما ذكر عن عاد ومدين وقوم لوط وغيرهم. [التبيان ١٧/١]

(١) سورة البقرة. وقد بين ابن القيم هذه الأقسام بالتفصيل.

21