دارا ملك الفرس ، خرج إليه دارا إلى طسوج مسكن (1) ، فعسكر بموضع يقال له حربي(2). فصار إليه الإسكندر على أنه رسول . فلما أدخل إليه ، أعجب دارا هيئته وبلاغته ، فأمر بإحضار مجلس شرايه . فكان الإسكندر كلما أعطى شرابا في آنية ، صب الشراب فى جيبه ، ووضع منه على رأسه وأخذ الآنية فوضعهافى كمه ، فقيل للملك في ذلك ، فقال دارا : ما الذى تفعل؟ قال الإسكندر : أمرني ملكي ، أن لا أشرب خمرا حتى أعود إليه ، فأكره أن أرد شراب الملك فأصبه بين ثوبى وجلدى وأضع منه على رأسى ، وأما أخذ الآنية ، فإن سنتنا فى مملكتنا ، أن كل من سقي في آنية فهى له ، فإن أمربى الملك أن أعصى ملكى وأشرب وأرد الآنية فعلت ، قال له دارا : لا تعص ملكك ولا ترد لآنية
ودخل الموبد على دارا فنظر إلى الإسكندر ، فقال للملك : أحسب هذا هو الإسكندر ، فإنى قد وجهت من صوره . فبعث إلى الصورة ليؤتى بها ، ففطن الإسكندر ، فانسل كأنه قام لحاجة ، فركب فرسا له على الباب لا يدرك . وطلب فلم يلحق ، حتى صار إلى طلائعه .
فلما كان من الغد وتزاحف الخيلان (3) ، وتوافقت الصفوف ، خرج
Page 207