190

اربابها ، هرب من كان مريبا فتشردوا في البلاد . وأخذ الكتاب من كان ريئا فجاء به إلى المنصور وحلف على براءته ، فقبل المنصور منه ذلك .

حكى أن إبراهيم بن السندى بن شاهك قال : بينا خالد ين برمك (1 م قحطبة(2) في غرفة تشرف على صحراء ، وقد نزل تلك الساعة وترك الجند حوله ، من رجل ينصب خيمته واخر يقود دابته ، ومن رجل يبسط سفرته آخر ينزع ثوبه ، ودعا قحطبة بالغداء . إذ نظرخالد نظرة فقال : ناد فى الخيل فقد سرى إليك الخيل ، وبالحرى أن لايستوى الناس على ظهور الدواب حتى جموا عليك، قال : وما ذاك يا أباالعباس ؟ فوالله ما أرىشيئا ولا أسمعصوتا ؟. قال : اركب أخبرك ، فإن الأمر أسرع مما تحسب ، قال : فركب قحطبة ونودى في الناس فركبوا ، قال : فما استووا على ظهور دوابهم حتى لاحت الغبرة وطلع عليهم سرعان الخيل ، ودهمهم العدو ، فصادفوا من العسكر يقظة فواقعوهم ودافعوهم . فعحب قحطبة فقال : كيف علمت ؟ قال : أما رأيت آيها الأمير الوحش مقبلة ؟ قال : بلى، وما فى وحش لاحت فى صحراء ؟ قال : إن من شأن الوحش الهرب منا لا إلينا ، فلما رأيتها مقبلة إليك ، علمت أنها لم تدع شأنها وعادتها ، إلا لأنها قد ضاقت بها الصحراء من الخيل التى هجمت عليها فهربت منها ، قال إبراهيم : فلولا خالد لاصطاهو((3) ذلك اليوم .

Page 190