قال : لا والله ما وجب قلبى قط . قال : فمضى الشنفرى فشرب ، ثم رجع فقال : ما على الماء أحد . قال تأبط شرا : بلى !ولكنهم لا يريدون غيرى .
كم مضى عمرو بن براق فشرب ، ثم رجع فقال : ليس على الماء أحد . قال تأبط شرا : بلى ! ولكنهم لا يريدون غيرى ، ثم قال : إنى ماض إلى الماء ، فإذا شرعت فيه فإن الرجال سيأخذوننى ويكتفوننى . فأما أنت يا شنفرى فاقعد خلف تلك الصخرة ، وأومأ إلى صخرة بقرب الماء ؛ فإذا سمعتنى أقول : خذوه ، فاقبل إلى فاطلق عنى وثاقى . وأما أنت يا اين تراق ، فاطمعهم فى نفسك ، حتى ذا خرجوا في اثرك فلا تبعد (عنهم حتى يبعدوا) عنى ، ثم النجاء . فلما ورد تأبط شرا ، واثبته (1) الرجال وأوثقته بوتر وشدوا يديه إلى رجليه . وقعد الشنفرى عند الصخرة ، وجعل اين تراق يتراءى للبجليين . فقال لهم تأبط شرا : ن صاحبى هذا قد كبرت سنه وهوموسر، فعدوه أن تتآسروا عليه في الفداء1 حتى يتأسر فيفدينى ونفسه . قالوا له : ناده أنت . فقال تأبط شركا : ويحك يا اين يراق ، إن الشنفرى قد يجا بنفسه ولا قوة بك على العدو ، وقد وعدنى القوم أن يتآسروا علينا في الفداء فاقبل إلى ، فقال ابن يراق : حتى أرود نفسى، فعدا قبل الجبل شوطا ، ثم رجع وقد دفع نفسه وهو يصيح ، فطمع البجليون فيه نخمرجوا نحوه . فقال تأبط شرا : خذوه ، وجعل ابن تراق طمعهم في نفسه ، حتى إذا بعدوا حاضرهم(5) فلم يدركوه .
(خالفهم الشنفرى إلى تأبط شرا فأطلقه . فلما عاد البجليون قال لهم
Page 139