أحدهما مقام المعرفة في مرتبة أصول الدين إذ الشيطان عدو مبين، فهو في مرصاد عباد الله المؤمنين ليوقعهم في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي، فهو في جميع حالات الحياة الدنيوية يريد إغواء الانسان بالوساوس النفسانية، والهواجس الشيطانية، ليوقعه في الحيرة والضلالة في أمر المعرفة وتحصيل أصول الدين الذي هو مبنى الشريعة، فان فات ذلك منه ويئس انتظر لذلك إلى أن يتراكم على الانسان شدائد سكرات الموت، والأهوال الطارئة له عند الفوت، فينتهز الفرصة ليوقعه حينئذ في الشبهة، ويخرجه من الدنيا كافرا مستحقا للعذاب الأبدي في البرزخ والآخرة.
فرب عابد زاهد في مدة عمره لم يتسلط عليه الشيطان بالمرة، تسلط عليه عند الموت فأوبقه وأهلكه، كالعابد برصيصا (1) وغيره، ولهذا ورد ان الايمان قسمان: ايمان مستقر وايمان مستودع (2)، والثاني هو الذي يسلب عند الموت من جهة اغواء الشيطان وتلبيسه في تلك الحالة.
وورد دعاء العديلة دفعا لتلك الرزية، والعديلة اسم شيطانة موكلة من جانب إبليس ليعدل الانسان حين الموت من الاعتقاد الحق إلى الباطل، فعيلة بمعنى
Page 33