ليس شيء أعجب من أمر هؤلاء الناس: يضرسون بأنياب ويوطأون بمنسم، يتألمون ويحزنون ويبكون، ومع ذلك يرضون ويستسلمون، وكأن ما قد كان لم يك كان.
لا يكفي أنهم يتلقون المصائب إثر المصائب، والضربات إثر الضربات، حتى يكلفوا الرضى والاستسلام، فمثلهم مع الأقدار مثل المحكوم عليهم بالموت في مجالس القضاء في الزمان القديم؛ فقد كانت هذه المجالس إذا حكمت على أحد بالموت تقول له: حكمنا عليك بالموت فادع للسلطان بالنصر!
أيتها الأقدار احكمي بما شئت، وأما أن تكلفينا الدعاء لك والرضى بحكمك. فهذا لن يكون! (5) أسعفاني بالبكاء
أسعفاني بالبكاء،
ودعا كل عزاء
لا تقولا: الصبر يجدي
حين يشتد البلاء
ليس يجدي الصبر، إن لم
يك في الصبر رجاء
لا تقولا: «إنما الدن
Unknown page