فصاح الرجل: إنك جدير بالإقامة الدائمة في دار المجانين.
وأمر بإرساله من توه إلى دار المجانين، فمضوا به، وهو يصرخ: إلي يا سنجام .. إلي يا عبد الله البحري. •••
وقد عذب فاضل في السجن طويلا، ثم لم يجد الحاكم بدا من الإفراج عنه ومن معه، آمرا - في الوقت نفسه - بمضاعفة الجهد للعثور على عبد الله الحمال.
نور الدين ودنيازاد
1
غمر نور القمر أشجار البلخ بميدان الرماية، فالتمعت أزهارها البنزهيرية الناعمة .. وغمر نور القمر أيضا قمقام وسنجام المستلقيين فوق غصن من أغصان الشجرة الكبرى، في ليلة مازجت فيها أنفاس الشتاء المودع أنفاس الربيع المتحفز .. قال قمقام: ما أطيب الزمن إذا جرى تحت رضا العناية!
فقال سنجام: إذا استقرت السكينة سمعت همسات الأزهار وهي تسبح بحمد الله. - ماذا ينقص الإنسان ليحظى بنعمة الزمان والمكان؟ - هذا ما يحيرني يا أخي، ألم يوهب العقل والروح؟
وأرهف قمقام أذنيه في حذر، ثم تساءل: ثمة نذير في الجو؟
عند ذلك حط فوق غصن قريب عفريت وعفريتة ثملين بالمجون، فهمس سنجام: سخربوط وزرمباحة!
فهمس قمقام: الكفر والشر.
Unknown page