( وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم الإمام عمر بن عبد العزيز إذ لان لهم (¬1) واستمع لوعظهم وقال لهم لكم علي كل يوم إحياء سنه وإماتة بدعة.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم مالك إذ قعد تحت المنبر في المدينة وأبو حمزة الشاري يخطب وهو إباضي وحفظ مالك خطبة أبى حمزة.
(
¬__________
(¬1) قوله واستمع لوعظهم وذكر ان جعفر بن السماك العبدى وحباب ابن كلب وسالم الهلالى في جماعة من اخيار الاصحاب وفدوا على عمر بن عبد العزيزفدخلوا عليه فكلموه فوافقهم ابنه عبد الملك وتولوا امره بعد موته باذن ابيه وتوقف عمر في أمر عثمان ثم وافقهم وطلبوا منه ان يضهر عذر المسلمين وبرائتهم مما رموا به من الشتم وكانوا يشتمون على المنابر وقال ان فعلت ذلك عوجلت ولكن على لكم أن ابت كل يوم بدعه واحي كل يوم سنه فقالوا ان الامام العدل لا تسعه التقية فلم يجبهم فقالوا انخرج عنك على ان لا هولاك فبلغ الخبر اباعبيدة وكان بالبصره فقال ليت القوم قبلوا منه واقول ايضا ليت القوم قبلوا منه وانت تعلم ان الخلاف بينهم انما هو في السياسة لاغير فهم رحمهم الله تعالى كانوا أهل شدة وحرص على حيات الدين وهو رحمة الله تعالى كان أطول نضرا في السياسة فترك الوفد ولايته اغلاضا عليه لايمنع ولاية غيرهم له فهو إباضي حقا وكذالك ابنه عبد الملك وقد وافق الاصحاب ايضا عبد الله ابن الحسن ابن الحسن ابن على بن ابى طالى وكان بالمدينة وذلك في أيام المنصور فظن الاصحاب انه انما يريد بذالك ملكا فاعرضوا عنه وكثير من الناس ممن لهم القدر والجاه من أهل الدنيا يوافقوننا فلا يعد ذكرهم شيئا خلاف ما عليه قومنا من الحال ولله الحمد (اه) السالمى .
Page 17