وإن لم تعرف الإباضية) الوهبية فقد عرفهم الرجل الأندلسي وحزبه الذي لم يقبل مالك ورد عليه المالكية وذلك أنه قال لا أتولى مالكا ولا أرى كلامه حجه إلا ما روى من الحديث فإنه مقبول إذ ما وافق القرآن والسنة ولم يخالف الإجماع وقالوا لا نقبل عنه إذ ما خالف ذلك مثل تحليله الدماء والأموال بالمعصية كالصفرية والنجدية والأزارقة ومثل قوله بالاستواء المعقول بلا كيف فانه متناقض وذا قوله في متشابهات القرآن والسنة كاليد والوجه والجنب والعين والقبضة والمجيء والرؤية والقدم على العقول لكن بلا كيف فإنه متناقض وإثباته موجب للتشبيه والواجب التأويل بالملك والقدرة والحفظ والعلم ونحو ذلك ومن باطله أنه سأل سائل عن الاستواء فقال الاستواء معقول والسؤال بدعه كيف يقول معقول فإنه هذا تشبيه لله بالخلق في الجهات والحلول والتجسم وكيف يقول السؤال بدعة قال الله تعالى (ليس كمثله شيء) وقال (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ومن ذلك ما أثبت الناس عنه أنه يحلل المطلقة ثلاثا بولادة صبي وما تمسكوا بالرد على هؤلاء الأندلسيون إلا بما روى أنه صلى الله عليه وسلم قال يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل يطلبون العلم ولا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة وهو حديث موضوع أو ضعيف ضغيف وضموا له إسناد الحديث سلمنا حجة الحديث لكن لا حجة على أن المراد مالك فلعله نافع ولعله ابن عمر أو غيرهما من علماء المدينة قبل مالك أو بعد أو في زمانه.
Page 16