اجعولا عليه التراب لا يمنعه شيء من ذلك عن قعوده وأطال في ذلك.
ووقال في الباب التسعين ومائتين : إذا رأيت لوائح تبرق لك من خلف حجاب الخذلان من كثرة استعمالك كل مباح وخفت أن تنتقل إلى مكرو فاسأل الله أن يخلق فيك الكراهية لذلك الأمر وإلا هلكت.
وقال: من أراد أن يطلق الله عليه الألسنة بالثناء الحسن فليعمل بأعمال المقربين، ويجتنب أعمال الفاسقين جملة واحدة ظاهرا وباطنا، وأما من اطلب الثناء عليه من غير سلوك طريق المقربين فيا عناءه ويا تعبهوعلى العارفين كلهم في هذه الدار لا يبالون كيف أصبحوا ولا كيف أمسوا عند الناس لأنهم في موطن التكليف فلا تتركهم التكاليف أن يتلفتوا لغير الله عز وجل.
ووقال في الباب الحادي والتسعين ومائتين: ما من سائل عن شيء إلا او فيه أهلية للجواب عن سؤاله، وقد جاء عن النبي أن أعرابيا سأله وهو بين ظهراني أصحابه فقال: يا رسول الله أسألك عن ثياب أهل الجنة أخلق.
خلق، أم نسيج تنسج؟ فضحك الحاضرون من سؤاله فغضب، وقال: أتضحكون من جاهل سأل عالما يا هذا الرجل إنها تشقق عنها ثمر الجنة" ، فأجابه ه بما أرضاه وعلمه ما يجهله وأزال خجل السائل بتعليم أصحابه الأدب معه حين سأل، وانقلب الأعرابي عالما فرحا مسرورا وقال في الباب الثاني والتسعين ومائتين في قوله تعالى: (وما لأحد ندد من نقمة قجزق () إلا ابنغاء وجه ريه الأعلى لخل) ) [الليل: 19، 20] اعلم أن العلماء اختلفوا هل يكون الحق تعالى عوضا لأمر خاص أم لا؟ والتحقيق أن الحق تعالى من حيث ذاته ووجوده لا يقاومه شيء ولا يصح أن يطلب الذاته وإنما يريد الطالب معرفة وجه ربه أو مشاهدته آو رؤيته وكل هذا ما هو اعين الحق تعالى، وإذا لم يكن عينه فقد يصح أن يكون عوضا كما أن من اعبد الله تعالى كأنه يراه فجزاؤه في الآخرة رؤيته، وأطال في ذلك. ثم قال: اترافع اثنان إلى مالك بن أنس رضي الله عنه، ادعى أحدهما على الآخر هدية وطلب المكافأة عليها فقال له : ماذا ابتغيت بها حين أعطيتها له؟ إن كنت
Unknown page