216

Kharidat Cajaib

خريدة العجائب وفريدة الغرائب‏

Investigator

أنور محمود زناتي - كلية التربية، جامعة عين شمس

Publisher

مكتبة الثقافة الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

Geography
تظهر في كل سنة مرة واحدة فيحتال عليها ملوك الزنج ويصيدونها ويتخذون من جلدها فراشًا يجلس عليه صاحب السل فيبرأ. جزيرة العور: وهي جزيرة كبيرة حكى يعقوب بن إسحق السراج قال: قال لي رجل من أهل رومية: ركبت في هذا البحر فألقتني الريح في هذه الجزيرة فوصلت إلى مدينة أهلها قاماتهم طولها ذراع وأكثرهم عور، فاجتمع علي منهم جمع وساقوني إلى ملكهم فأمر بحبسي في قفص، فكسرته فأمنوني وتركوا الاحتجاز علي. فلما كان في بعض الأيام رأيتهم قد استعدوا للقتال فسألتهم عن ذلك فقالوا لنا عدو يأتينا في كل سنة مرة ويحاربنا وهذا أوانه فلم ألبث إلا قليلًا حتى طلعت علينا عصابة من الطيور والغرانيق وكان ما بهم من العور من نقر الغرانيق فحملت الطيور عليهم وصاحت بهم، فلما رأيت ذلك شددت وسطي وأخذت عصًا وشددت عليهم وحملت فيهم وصحت فيهم صيحة منكرة ورميت منهم جماعة، فصاحوا وطاروا هاربين مني. فلما رأى أهل الجزيرة ذلك أكرموني وعظموني وأفادوني مالًا وسألوني الإقامة عندهم فلم أفعل، فحملوني في مركب وجهزوني. وذكر أرسطاطاليس أن الغرانيق تنتقل من بلاد خراسان إلى بلاد مصر حيث مسيل النيل، فتقاتل أولئك العور في طريقهم، وهم قوم في طول ذراع. جزيرة سكسار: وهي جزيرة عظيمة، وهم قوم لا عظام لأرجلهم وسوقهم. حكى المؤرخ ابن إسحق قال: لقيت رجلًا في وجهه خموش كثيرة فسألته عنها فقال: كنت في بحر الزنج مع جماعة فألقتنا الريح إلى جزيرة سكسار فلم نستطع أن نخرج منها لشدة الريح، فأتانا قوم وجوههم وجوه الكلاب وأبدانهم أبدان الناس، فسبق إلينا واحد منهم بعصًا كانت معه ووقف جماعة من ورائنا فساقونا إلى

1 / 234