ـ[خريدة العجائب وفريدة الغرائب]ـ المؤلف: سراج الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن الوردي، البكري القرشي، المعري ثم الحلبي (المتوفى: ٨٥٢هـ) المنسوب خطأ: للقاضي زين الدين عمر بن الوردي البكري القرشي المحقق: أنور محمود زناتي - كلية التربية، جامعة عين شمس الناشر: مكتبة الثقافة الإسلامية، القاهرة الطبعة: الأولى، ١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م عدد الأجزاء: ١ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

Unknown page

خريدة لعجائب وفريدة الغرائب لسراج الدين ابن لوردي ابن الوردي (الجد): كانت عائلة ابن الوردي نقطة بارزة في تاريخ الحضارة الاسلامية نشأت بمدينة معرة النعمان (١)، ورائدها شاعر المعرة وعالمها ومؤرخها القاضي سراج الدين بن الوردي المعري صاحب اللامية الشهيرة: اِعتزل ِذِكرَ الأغاني والغَزَل ... وقُلِ الفَصْلَ وجانب من هَزَلْ ودَعِ الذكرى لأيام الصبا ... فلأيام الصبا نجم أفل واهجرالخَمرَةَ إن كنت فتى ... كيف يسعى في جُنُونٍ من عَقَلْ؟ ليس مَن يَقطَعُ طُرقًا بطلا ... إنما مَن يتقي الله البطلْ جَانِبِ السلطانَ واحذر بَطشَه ... لا تُعَانِدْ مَن إذا قال فَعَل وقد نُسِبَ مخطوط "خريدة العجائب وفريدة الغرائب" خطأ للقاضي زين الدين عمر بن الوردي البكري القرشي، (الجد) وهو في الحقيقة لسراج الدين عمر بن الوردي البكري القرشي (الحفيد)، والفضل يعود في كشف هذه المسألة في المقام الأول إلى الباحث الأكاديمي السوري محمود السيد الدغيم حيث قال: -. وهذه النسبة المغلوطة تشكل دليلا على أن أكثرية الناشرين والمحققين والمفهرسين والباحثين العرب لم يصلوا مرتبة الاجتهاد في تحقيق التراث كغيرهم من _________ (١) معرة النعمان: مدينة كبيرة قديمة مشهورة، من أعمال حمص بين حلب وحماة، ماؤها سن الآبار، وفيها الزيتون الكثير والتين واليها ينتسب الفيلسوف والشاعر الشهير "أبو العلاء المعري". (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أوردتُ هذا الجزء من مقدمة التحقيق، لبيان نسبة الكتاب إلى مؤلفه

1 / 6

أبناء الأمم الأخرى، ولكن العرب اكتفوا بالتقليد والاجترار، وقد تكرَّرت الأخطاء في نسبة الكتب إلى غير مؤلفيها في كتب تراثية اخرى جَراء التدليس والتصحيف والتحريف وأخطأ في نسبة كتاب خريدة العجائب إلى القاضي ابن الوردي يوسف سركيس في الصفحة ٢٨٢ من المجلد الأول من معجم المطبوعات العربية والمعربة. وأخطا في نسبة كتاب خريدة العجائب إلى القاضي ابن الوردي عبد الجبار عبد الرحمن في الصفحة ٢٧٨ من المجلد الأول من فهرس ذخائر التراث العربي الإسلامي الصادر في العراق سنة ١٤٠١ هـ/ ١٩٨١ م. سرج الدين ابن الوردي (الحفيد صاحب المخطوط) هو: سراج الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن الوردي، البكري القرشي، المعري ثم الحلبي، المتوفى سنة (٨٥٢ هـ/١٤٤٧ م) وقيل سنة (٨٦١ هـ/١٤٥٧ م) . كان ابن الوردي الحفيد عالما زراعيًا وجغرافيا، وقد ألف كتابا بعنوان: منافع النبات والثمار والبقول والفواكه، وله كتاب بعنوان: فرائض وفوائد، وأشهر كتبه "خريدة العجائب وفريدة الغرائب" ولكن هذا الكتاب منسوب إلى جده القاضي عمر بن الوردي (ت ٧٤٩ هـ/ ١٣٤٨ م) . وقد ألف ابن الوردي هذا الكتاب حسب ما ذكره المؤلف سنة ٨٢٢ هـ/ ١٤١٩ م، أي بعد وفاة ابن الوردي الكبير بمدة إحدى وسبعين سنة شمسية.

1 / 7

والدليل قول المؤلف في مقدمة الكتاب: "فحينئذٍ أشار إلى الفقير الخامل مَن إشارتُهُ الكريمة محمولة بالطاعة على الرؤوس، وسفارته المستقيمة بين الإمام المعظم والسودان الأعظم قد سطرت في التواريخ والطروس، وهو المقر الأشرف العالي المولوي الأميني الناصحي السيِّدي المالكي المخدومي السيفي شاهين المؤيد، مولانا نائب السلطنة الشريفة بالقلعة "الحلبية" المنصورة الجليلة، أعز الله أنصاره، ورفع درجته وأعلى مناره: أن أضع له دائرةً مشتملة على دائرة الأرض، صغيرةً توضح ما اشتملت عليه من الطول والعرض، والرفع والخفض؟ ظنا منه- أحسن الله إليه- أني أقوم بهذا الصعب الخطير؟ وأنا والله لست بذلك، والفقير في دائرة هذا العالم أحقر حقير. فأنشدت: إنَّ المقادير إذا ساعدت ... ألحقت العاجزَ بالحازمِ"

1 / 8

المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. عالم الغيب، راحم الشيب، منزل الكتاب. ساتر العيب، كاشف الريب، مزلل الصعاب. مغيث الملهوف، دافع الصروف، رب الأرباب. خالق الخلق، باسط الرزق، مسبب الأسباب. مالك الملك، مسخر الفلك، مسير السحاب. رافع السبع الطباق مخيمة على الآفاق تخييم القباب. ساطح الغبراء، على متن الماء، ممسكة بحكمته عن الاضطراب. منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم يوم الحشر والمآب. أحمده وهو المحمود بكل لسان ناطق، وأشكره وهو المشكور في المغارب والمشارق. وأشهد ان لا إله إلا الله لا شريك له، شهادة ركن الإيمان أركانها، وشيد الإتقان بنيانها، ومهد الإذعان أوطانها، وأكد البرهان إدمانها. وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله. المستولي على شانئه بشأنه، ونبيه المفضل بمعاني علومه وبدائع بيانه، ورسوله الصادع بدليله وبرهانه، القائل: زينت لي مشارق الأرض ومغاربها كشفًا واطلاعًا بسره وعيانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه، صلاة تبلغ من آمن به غاية أمنه وأمانه، وتسكن روعته في الدارين، بعفو الله وغفرانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

1 / 21