وقال ابن ابي حاتم عن ابي عبدالله بن جعفر الرقي عن عبيدالله يعني ابن عمرو وعن زيد بن ابي انيس عن المنهال بن عمرو ويونس بن حباب عن مجاهد قال كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه انظر طلعت الحمرا لا مرحبا بها ولا امال ولا حياها الله هي صاحبة الملكين قالت الملائكة رب كيف تدع عصاة بني ادم وهم يسفكون الدم الحرام وينتهكون محارمك ويفسدون في الارض قال اني قد ابتليتهم فلعلى ان ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون قالوا ال قال فاختاروا من خياركم اثنين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما اني مهبطكما الي الارض وعاهد اليكما ان ال تشركا ولا تزنيا ولا تخونا فاهبطا الي الارض والقي عليهما الشبق واهبطت الزهرة في احسن صورة امرأة فتعرضت لهما فارادها عن نفسها فقالت اني على دين ال يصلح الحد ان ياتيني الا من كان على مثله قال. وما دينك قالت المجوسية قال الشرك هذا شي لا نقر به فمكثت عندهما ما شاء الله ت تعرضت لهما فاراداها عن نفسها فقالت ما شئتما غير ان لي زوجا وانا اكره ان يطلع على هذا مني فافتضح فان اقررتما لي بديني وشرطتما لي ان تصعدا بي الي السماء فعلت فاقراها بدينها واتياها فيما يرغبان ت صعدا بها الي السماء فلما انتهيا بها الي السماء اختطفت منهما وقطعت اجنحتهما فوقعا خائفين نادمين يبكيان وفي الارض نبي يدعو بين الجمعتين فاذا كان يوم الجمعة اجيب فقال لو اتينا فلانا فسالنا يطلب لنا التوبة فاتياه فقال رحمكما الله كيف يطلب اهل الارض لأهل السماء قال انا قد ابتلينا قال ائتياني يوم الجمعة فاتياه فقال ما اجبت فيكما بشي ائتياني في الجمعة الثانية فاتياه فقال اختارا فقد خيرتما ان احببتما معافاة الدنيا وعذاب الاخرة وان احببتما فعذاب الدنيا وانتما يوم القيامة على حكم الله فقال احدهما. الدنيا لم يمض منها ال قليل. وقال الاخر ويحك اني قد اطعتك في الامر الاول فاطعني الان ان عذابا يفني ليس كعذاب يبقي واننا يوم القيامة على حكم الله قال اخاف ان يعذبنا قال لا النير الرجو ان علم الله انا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الاخرة الا جمعهما علىنا قال فاختارا عذاب الدنيا فجعال في بكرات من حديد في قليب مملو من نار عاليهما سافلهما.

وهذا اسناد جيد الي عبدالله بن عمر وقد تقدمت رواية نافع عنه مرفوعاء وهذا اثبت واصح اسنادا فت هو والله اعلم من رواية عبد الله بن عمر عن كعب كما تقدم لبيانه من حديث سالم عن ابيه وقوله ان الزهرة نزلت على صورة امرأة وكذا في تفسير ابن مردويه عن على بن ابي طالب فيه غرابة وهو مما لا تقبله واقرب ما ورد في ذلك ما قال ابن حيان حدثنا عصام بن رواد عن ادم عن ابي جعفر عن الربيع بن انس عن قيس بن عباد عن ابن عباس

Page 308