282

ربما كان التمويه الإعلامي الأكبر هو الموجه إلى البلاد الأفريقية، أو ما يسمى بلاد العالم الثالث، وتم تغيير اللغة المستخدمة لتسويق ما يسمى المعونات الأمريكية لفقراء العالم، ومنها أمصال التطعيمات للأطفال ووسائل منع الحمل للنساء، واختفت من الكمبيوتر بعض الكلمات المثيرة لغضب الشعوب، من نوع «التحكم في السكان»

إلى كلمات بريئة أو جميلة، من نوع «مشروعات صحة الأم والطفل

Maternal and Child Health ».

تحت هذه العناوين الإنسانية الصحية يتم توزيع عقاقير ضارة بصحة النساء والأطفال والشعوب الأفريقية، ومنها عقاقير ممنوعة بحكم القانون من التوزيع داخل أمريكا اليوم، بعد اكتشاف ضررها، وشكوى الأهالي منها.

تنهزم في غابة الجشع الرأسمالي قيم العدالة والإنسانية في مواجهة القوة الاقتصادية للشركات التجارية، والتي تدعمها القوة العسكرية مع الحروب البيولوجية، ويتم التضحية بحقوق الفقراء والنساء والأطفال لصالح الأثرياء الأقوياء، كما يتم التضحية بالشعوب المنزوعة السلاح المسلوبة الموارد مثل الشعوب الأفريقية، وبلاد العالم الثالث حين يكون الوعي منخفضا، والقوانين غائبة أو عاجزة عن حماية الشعب ووزارات الصحة بلا إمكانيات للوقاية أو الوعي بأساليب الوقاية الجديدة، وحيث تتعمد شركات الأدوية إخفاء الحقائق عن الناس والمسئولين عن الصحة في تلك البلاد، أو تقدم لهم الإغراءات أو الرشاوى للتغاضي عن تطبيق القوانين الصحية أو الإجراءات الضرورية قبل الموافقة على استيراد أي شحنة من أمصال التطعيم أو وسائل منع الحمل أو غيرها من العقاقير.

وفي مجلة المصور، الصادرة بالقاهرة، دار الهلال 8 نوفمبر 1985، نشرت موضوعا مفصلا تحت عنوان «الخطر الغامض، حقائق جديدة حول حقن منع الحمل»، ومنها حقنة «الديبو بروفيرا» التي ثبت ضررها على صحة النساء، ومنعت السلطات الأمريكية استخدامها داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن شركة «إيجون» توزع هذا العقار الضار في بلاد عديدة في أفريقيا ومنها مصر، حتى اليوم ونحن في شهر أكتوبر 2002، وقد وجدت هذه الحقن، في قريتي كفر طحلة، محافظة القليوبية، داخل ما يسمى مركز صحة الأم والطفل، حيث تحقن النساء الفلاحات بهذه الحقن الضارة منعا للحمل.

وفي عام 1985 عرضت الأمر على وزير الصحة في مصر (كان هو الدكتور حلمي الحديدي) وتوقعت أن يتم إخراج هذه العقاقير الضارة من قائمة وسائل منع الحمل التي توزع في بلادنا، إلا أن النتيجة كانت إخراج وزير الصحة من قائمة الوزراء في تلك الحكومة في منتصف الثمانينيات.

وفي جريدة الأهرام 9 أكتوبر 2002 (ص10) تحت عنوان من قريب، كتب الأستاذ سلامة أحمد سلامة عن مشكلة الأستاذ بكلية الصيدلة بإحدى الجامعات المصرية، والذي حصل على منحة بحثية من جامعة يوتا الأمريكية، ممولة من المعهد القومي للصحة

NIH

للعمل في مشروع بحثي لتشييد مضادات للإيدز باستخدام تكنولوجيا العلاج الجيني المتقدمة.

Unknown page