Al-Kāshif li-dhawī al-ʿuqūl (Tanzīm)
الكاشف لذوي العقول (تنظيم)
Genres
وذلك (( كقولنا في تعريف الإنسان: ماش على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستوي القامة، ضاحك بالطبع )). فإن هذه العرضيات الخمسة لا توجد مجتمعة إلا في الإنسان. فصح التعريف بها. إذ قد أفادت تمييز الإنسان عن غيره، المقصود من الحد. والله أعلم.
(( و)) اعلم أنه (( يجب الإحتراز في الحدود عن )) أمور:
منها: (( تعريف الشيء بما يساويه في الجلاء والخفاء )). فلا بد في المعرف من أن يكون مساويا للمعرف. بحيث يصدق أحدهما على جميع ما يصدق عليه الآخر. فإذا وجد أحدهما وجد الآخر. وهو معنى الإطراد. وبه يكون الحد جامعا. وإذا عدم أحدهما عدم الآخر. وهو معنى الإنعكاس. وبه يكون مانعا. ولا يكو نفس المعرف. وأن يكون أجلى من المعرف ووأضح منه. فحينئذ لا يصح بالأعم من المعرف والأخص منه. فلا يصح تعريف الإنسان: بالحيوان فقط. ولا تعريف الحيوان: بالإنسان. وذلك: لأن المقصود بالتعريف: هو إفادة تصور المعرف. سواء كان بكنه المعرف أي: نفسه. كما في الحد التام. أو بوجه يميزه عما عداه. وإن لم يوصل إلى كنهه. كما في الحد الناقص، والرسم مطلقا. والأعم والأخص لا يحصل بهما ذلك. فتأمل! والله أعلم.
وإذا لم يصح التعريف بالأعم من المعرف، والأخص منه ، كان عدم صحته بالمبائن أولى وأحرى .
وكذلك: لا يصح التعريف بما لا يكون أجلى من المعرف. بل مساويا له. فلا يصح تعريف الأب: بمن له الابن. والعكس. لأنهما متساويان ضرورة. بمعنى: أنهما يتعقلان معا.وكذلك لا يصح بالأخفى من المعرف. فلا يصح تعريف الحركة: بما ليس بسكون. لكونه أخفى منها. إذ السكون: عدم الحركة عما من شأنه أن يتحرك. ولا تعريف النار بالجوهر الشبيه بالنفس. لذلك. ولا تعريفها: بالخفيف المطلق. لمن لا يعرف معنى الخفة.
Page 239