وأما الكلمة التي هي في آخر باب الاعتكاف من الذهب فلم أدر ما هي، فاكتب إلي أنها في موضع كذا أو كذا، فإن شاء الله علي أكتب إليك من شأنها. وأما التفسير فتفسير دقيق إن شاء الله الرحمن الرحيم، وقد وصلت من فضله تعالى إلى سورة بني النضير المسماة سورة الحشر تسمية <1/ 258> مكروهة كما في البخاري، فادع الله تعالى أن يعينني عليه وعلى إتمام شرح المعالم.
وإن قدرت على إرسال مال لنسخ الكتب من تآليفي لإرسالها إليكم مع ما أرسل إليكم من عندي، وعينتم ذلك في الحج القابل إن شاء الله تعالى رجلا ثقة يأخذها إليكم من مكة فأخبرني عاجلا لأستعد لذلك من الآن فإني لا مال لي، وأغنياء بلادي لا يعينونني، ولي رغبة في الإرسال إليكم لكتبي. والله المستعان، وهو الموفق. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وسئل رحمه الله عمن اعتاد قراءة آية بقراءة أخرى كمن يقرأ: {سارعوا إلى مغفرة من ربكم} [سورة آل عمران: 133] بلا واو قبل السين ثم يقرأ بها.
الجواب: إنه يجوز ذلك، إلا حيث يخاف التخليط على السامع.
فصل في القرآن وما لا يقرأ في الصلاة ... الخ
قال رضي الله عنه: وأما ما ذكرت هل في القرآن ما لا يقرأ في الصلاة، فإنه لا يوجد فيه ذلك إلا السورة وراء الإمام، وإلا ما لا يتم إلا وقد خرج الوقت أو ينتقض الوضوء، وإلا ما نسخ لفظه ومعناه أو لفظه فقط، وإلا المحذوف المقدر، قيل: وإلا الخارج عن السبع، وقيل: الثمان، وقيل غير ذلك، والصحيح جواز الصلاة بالخارج عن ذلك إذا صح عن الصحابي. وتجوز بما نسخ معناه دون لفظه وإلا الابتداء بما يفسد المعنى بالابتداء به. وإلا الوقف على ما يفسد بالوقف عليه، وإلا التنكيس فإنه مكروه، وإلا ما يقصد به رد الجواب إذ يقصد به السؤال والأمر والنهي.
<1/ 259>
Page 109