[صفحات لم ترقمن] <1/ 219> وعن علي: استغن عمن شئت فأنت مثله، واحتج إلى من شئت فأنت أسيره، وأحسن إلى من شئت فأنت أميره، وتعال اترك الطمع يتركك الفقر، واحمل نفسك على مالك يحملك، وانتزع الطمع من قلبك تحل القيد من رجلك، والله المغني. قال الله تعالى: {واسألوا الله من فضله} [سورة النساء: 32]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الفقير المتعفف أبا العيال»، وقال صلى الله عليه وسلم: «انتظار الفرج عبادة»، وقال: «أفضل العبادة في انتظار الفرج». قال عبد الله بن سلام: قلت لكعب الأحبار: ما الذي يذهب العلم من العلماء بعد إذ ودعوه وعقلوه؟ قال: «الطمع وشره النفس وطلب الحوائج»، قيل لفضل: فسر لي قول كعب قال: يطمع الرجل في الشيء فيطلبه فيذهب عنه دينه، والشره أن تشره النفس حتى تحب شيئا فتكون لك إلى هذه حاجة والى هذا حاجة، وإذا قضاها لك خرم أنفك وقادك حيث شاء واستمكن منك على حب شيء وخضعت له فمن حبك للدنيا سلمت إليه إذا مررت وعدته إذا مرض ولم تسلم عليه لله، ولم تعده لله، فلو لم تكن لك إليه حاجة لكان خيرا لك أو الثمن، وقد يرخص في البيع والشراء والإقالة والتولية ويطلب أن يزيد له فيما اشترى وأن ينقص في الثمن بلا إلحاح لمناسبة البيع والشراء لذلك؛ لأنه ليس محض سؤال بل معترض في التعريض، وسؤال السلطان يقرب في جوازه إذا كان للسائل حق في بيت المال ومنع منه، وإلا فهو كغيره، وقد كان وسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن أن يسألوه إلا من احتاج. اه.
وقال أيضا رحمه الله في بعض كتبه: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، أما بعد فسلام من كاتبه أمحمد ابن الحاج يوسف اطفيش على أصحابنا من أهل عمان وزنجبار ونحوها قائلا: هذا جواب لم أر سائله فليعذرني لعل كتابه ضاع عني لكثرة الأشغال وأوراق سؤال، فلو عينتم رجلا في مسقط أو بلد مشهور يقبض الأجوبة بلا تضييع لكان أوثق.
Page 101