164

Kashf Iltibas

كشف الالتباس عن موجز أبي العباس

..........

فنقول: قال نجم الدين في (المعتبر): فأما إذا تيقنهما جميعا وشك في المتأخر، فقد قال الثلاثة ومن تبعهم: يعيد الطهارة. وعندي فيه تردد.

ووجه ما قالوه: أن يقين الطهارة معارض بيقين الحدث ولا رجحان، فتجب الطهارة، لعدم اليقين بحصولها.

لكن يمكن أن يقال: ينظر إلى حاله قبل تصادم الاحتمالين، فإن كان محدثا، بنى على الطهارة، لأنه تيقن انتقاله عن تلك الحال إلى الطهارة، ولم يعلم تجدد الانتقاض، فصار متيقنا للطهارة شاكا في الحدث، فيبني على الطهارة.

وإن كان قبل تصادم الاحتمالين متطهرا، بنى على الحدث، لعين ما ذكرنا من التنزيل (1). انتهى كلامه (رحمه الله)، وهو احتمالان من الأربعة:

الأول: الإعادة مطلقا، أي: سواء علم حاله قبلهما أو جهله.

والثاني: مع علم حاله قبلهما يبني على ضده، ولا يستصحبه.

وقال العلامة في (التذكرة): ولو تيقنهما وشك في المتأخر، قال أكثر علمائنا: يعيد الطهارة مطلقا، لحصول الشك.

وقيل: إن لم يسبق له وقت يعلم حاله فيه، أعاد، وإن سبق، بنى على ضد تلك الحال (2).

وهذان القولان هما اللذان ذكرهما نجم الدين، لكنه (3) أوضح تعليل

Page 170