157

ومن كتاب المناقب عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: علي خير البرية.

ومنه عن جابر قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبل علي بن أبي طالب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم إن أولكم إيمانا معي، وأوفاكم بعهد الله تعالى، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية، قال: ونزلت هذه الآية: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية @HAD@ [1] قال: وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أقبل علي (عليه السلام) قالوا: قد جاء خير البرية.

ومنه عن سلمان الفارسي رحمه الله أنه سمع نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن أخي ووزيري وخير من اخلفه بعدي علي بن أبي طالب.

ومنه عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرض مرضه فأتته فاطمة (عليها السلام) تعوده، فلما رأت ما برسول الله من الجهد والضعف استعبرت [2] فبكت حتى سال الدمع على خديها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا فاطمة إن لكرامة الله إياك زوجتك من أقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما، إن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم، فبعثني نبيا مرسلا، ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى لي أن أزوجه إياك، وأتخذه وصيا.

قلت: هذا الحديث قد أخرجه الدار قطني صاحب الجرح والتعديل أتم من هذا، وكان في عزمي أن أؤخر ذكره إلى أن أذكر الإمام الخلف الحجة (عليه السلام) لكني ذكرته هنا.

ومن كتاب كفاية الطالب عن الدار قطني عن رجاله عن أبي هارون العبدي قال: أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له: هل شهدت بدرا؟ فقال: نعم، فقلت: ألا تحدثني بشيء مما سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي وفضله؟ فقال: بلى أخبرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرض مرضة نقه منها [3] فدخلت عليه فاطمة (عليها السلام) تعوده وأنا جالس عن يمين

Page 162