Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
بابا حكاية لابن هبلي ذكرها عن معلمهم المقدم واستاذهم المفضل الذي يعولون في الاحكام ويستندون الى كلامه وما يدعيه وهو المعروف بما شاء الله انا موردها ففيها اكبر حجة عليهم في هذه المسألة التي خالفونا فيها قال ما شاء الله الباب الاعظم من الهيلاج الذي يدل على العمر الكثير فانه يكون المولود في مثلثه الى مثلثه وطالعه ثبوت أحد الكوكبين العلويين زحل والمشتري وصاحب الطالع الكذخذاة فإن كان المولود ليليا والهيلاج القمر فإن كان فوق الشمس في برج انثى وان كان نهاريا فيكون الشمس في برج ذكر فانه حينئذ يدل على بقاء المولود باذن الله تعالى حتى يتحول القران عن مثلثه الى اخرى وذلك مائتان واربعون سنة فاما في الزمن الاول فإن مثل هذه الدلالة كانت تدل على بقائه حتى يعود القران الى مكانه وذلك بعد تسعمائة وخمسين سنة والله اعلم فما يقولون في كلام عالمهم ما شاء الله وقد اوضح بتخصيصه في الدلالة الزمن الاول بتسعمائة وخمسين سنة ان مراده بالماتين والاربعين من هذا الزمان وهو شاهد لنا على هؤلاء المعاندين المنكرين للحق الواضح البرهان وأما الذين اعتمدوا بكلام الاطباء واصحاب الطبائع من قولهم ان غاية العمر الطبيعية مائة وعشرون سنة فانهم لم يعتمدوا على حجة ولا تشبثوا بشبهة وليس في ايديهم اكثر من دعواهم تبين لك بطلان مقالتهم ان الطبائع اعراض والاعراض لا يصح منها في الحقيقة افعال وإنما يفعل القادر المختار والطبائع ايضا فعل الله تعالى وهو الذي ارتكبها في الانسان فكلما جاز منه ان يجعلها كلها صحيحة معتدلة مدة من الزمان فهو قادر على ان يجعلها كذلك اضعاف تلك المدة فيطول عمر الانسان وليس يستحيل ذلك في عقل ذي بصيرة وعرفان وأما المتعمدون في ذلك على العادات فانه لا حجة في ايديهم من قبل ان العادات قد تختلف باختلاف الاوقات وباختلاف الناس ايضا والاصقاع وقد سمعت من جماعة من الناس ان بلاد السند من البلاد التي تطول فيها الاعمار ورايت بالرملة في جمادي الاخرة من سنة اثنتي عشرة واربعمائة شريفا من أهل السند يعرف بابي القاسم عيسى بن علي العمري من ولد عمر بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وسالته عن ذلك فقال لي هو صحيح وذكر ان الهرم عندهم قليل وحدثني ان ببلاد السند عندهم رجلا شريفا عمريا وهو أمير من امرائهم انه عاش مذ ان فارقه
--- [ 248 ]
Page 247