Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
مائة وستين سنة قال وهذا الشريف هو العباس بن علي بن عمر بن أحمد بن حمزة بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام وليس يشك العاقل في ان العادات بيد الله تعالى وانه يصح منه تغييرها على التدريج واما خرقها وقد تناثرت الاخبار القاطعة للاعذار بحال المعمرين الذين كانوا فيما بعد وقرب من الزمان وروى حديثهم واشعارهم ومبلغ اعمارهم واخبارهم اصحاب السير والاثار حتى جرى ذلك مجرى ما تعلق من الحوادث في الازمان والوقائع واخبار البلدان واشترك في العلم به العلماء وحصل المنكر له كالمنكر لما سواه مما تواترت به الاخبار وقبح في مثله الانكار ولو اقتصر المستدل في جواز طول العمر على هذا الوجه لاغناه من الاطالة والاكثار (اخبار المعمرين * فمن المعمرين الخضر عليه السلام) المتصل بقاؤه الى آخر الزمان ومما جاء من حديثه ان آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه فقال يا بني ان الله تبارك وتعالى منزل على أهل الارض عذابا فيكن جسدي معكم في المغارة حتى إذا هبطتم فابعثوا بي فادفنوني بارض الشام فكان جسده معهم فلما بعث الله نوحا عليه السلام ضم ذلك الجسد وارسل الله تعالى الطوفان على الأرض فغرقت الأرض زمانا فجاء نوح عليه السلام حتى نزل ببابل واوصى بنيه الثلاثة وهم سام ويافث وحام ان يذهبوا بجسده الى المكان الذي امرهم ان يدفنوه فيه فقالوا الأرض موحشة لا انيس بها ولا نهتدي الطريق ولكن نكف حتى يامن الناس ويكثروا وتانس البلاد وتجف فقال لهم ان آدم عليه السلام قد دعا الله تعالى ان يطيل عمر الذي يدفنه الى يوم القيامة فظل جسد آدم عليه السلام حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وانجز الله تعالى ما وعده والى ما شاء الله ان يحيي وهذا حديث قد رواه مشائخ الدين وثقات المؤمنين المسلمين ولقمان بن عاد الكبير اطول الناس عمرا بعد الخضر عليه السلام وذلك انه عاش الف وخمسمائة سنة ويقال انه عاش عمر سبعة انسر وانه كان ياخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش فإذا مات اخذ آخر فرباه حتى كان آخرها لبد وكان اطولها عمرا فقيل طال الابد على لبد ولما راى هلاكه قال يا لبد اهلكتني نفسك وفيه يقول الاعشى * لنفسك ان تختار سبعة انسر * إذا ما مضى نسر خلوت الى نسر * فعمر حتى خال ان نسوره * خلود وهل تبقى النفوس على الدهر * وقال
--- [ 249 ]
Page 248