214

Judad Wa Qudama

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

Genres

أسمعت ما قالوا عن السلاح المصري الذي كان في حرب فلسطين يقتل صاحبه لا العدو؟ كذلك هو التعبير القديم، إنه يقتل صاحبه.

فالشعر قبل كل شيء هو صدى النفس، ولا يمكن أن يعبر عن هذا الصدى إلا بلسان صاحبه، إن هذه لحسنة كبرى لعبد الله الفيصل الذي خاطب الأحباب، وهم من ناس هذا العصر، بلغة هذا الزمان والعصر، ناسيا أو متناسيا ما ترك مواطنوه من ميراث تعبيري باق، فعبر هو كما شاء، ولم يبال بعمود الشعر بل حطمه تحطيما.

بقي علينا أن نقول كلمة في وحدة هذا الديوان، فكأنه ملحمة حب وهيام، وغير قليل أن يكون لشاعر ديوان كامل في موضوع واحد، ويجيد قائله كما أجاد محروم.

فلا حرم الله شاعر الأمراء ذاك الحرمان ليطيل الغناء، ومتى كانت لك نفس تحب، وقريحة تسعد وتسعف على القول فأنت شاعر، وتظل شاعرا في التسعين، فسر ولا تبال «بحد الأربعين» فليس للعبقرية نهاية ولا حد.

يا صاحب السمو الملكي

أما الآن وقد خرجنا من الهيكل فاسمح لي أن أعود إلى «البروتوكول»، وأرجو من سمو شاعر الأمراء، ذي الوزارتين الأمير عبد الله الفيصل، أن يقبل مني الهدية الأدبية، أما قال شاعرنا:

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ويأتيك بالأخبار من لم تبع له

بتاتا ... ... ...

فأنت أيها الأمير النبيل، لك في تأييد الأدب يدان: يد بذلت بسخاء، ويد عملت بكد وجد، فكان من ثمرها اليانع هذا الأثر الفني.

Unknown page