فبسم كالساخر وقال: أما فرغتم بعد من هذه المعضلة؟ عد عن ذا.
فقلت بعد صمت يسير : كيف نجدك بعد ألف عام؟
قال: لا أحمد الله على شيء.
قلت: ولا تقول إن شاء الله.
ففطن لها واستضحك قائلا: وكيف أنتم؟
قلت: كما وصفتنا منذ عشرة أجيال بقصيدتك، «أحق عاف بدمعك الهمم ...» وجعلت أنشدها حتى أتيت على خامس بيت، فزفر وأمسكت، وخفت أن يبرح بغتة فقلت له: من غرائب الاتفاق أن تحتفل بيروت وباريس بيوم واحد في ذكرى شاعرين كلاهما شغل الناس.
فكشر عن أسنانه وأجاب: ولا فرق بين الذكريين، ذاك تحت قبة المجد، وأنا تحت المصابيح الحمراء.
فظننته يهزل فقلت: وأين تريد أن يضعوك وأنت القائل:
كم قتيل كما قتلت شهيد
لبياض الطلى وورد الخدود
Unknown page