267

Al-Jawhara al-munīra - 1

الجوهرة المنيرة - 1

Genres

أنتم سنام بني الزهراء فاطمة ... وصيد فهر وأهل المجد والعدد ولما اتصل بنا الإخوان أكرمهم الله تعالى رفعوا إلينا ما هممكم سامية إليه من الجهاد وعزائمكم ظامئة له من نكاية أهل العناد، ونفوسكم الأبية طامحة إليه من مراضي رب العباد، وما شهد لذلك مما أوجبه الله سبحانه وتعالى من الإعداد، فحمدنا الله سبحانه وتعالى إذ جعل حظكم الأوفر من ذلك وسألناه عز وجل أن يجعل سهمكم الأقمر من هذه الطرائق الشريفة والمسالك، ولا غرو فإنكم من أهل بيت النبوة الذي أسس بنيانه على جهاد كل ظالم، وشيدت أركانه على مباينة كل مجرم، وآثم وتوارث الخلف منهم عن السلف بيع النفوس والأموال في الله، ولله وإن كان فيه حز الغلاصم(1)، وركوب الهول المتفاقم ما راع الآخرين منهم ما أصاب الأولين ولا لانوا وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، حتى قال يحيى بن زيد(2) -عليهم السلام- بعد قتل أبيه يذكر ما كان به يوصيه:

يا ابن زيد أليس قد قال زيد

كن كزيد فأنت مهجة زيد ... من أحب الحياة عاش ذليلا

واتخذ في الجنان ظلا ظليلا

وقال النفس الرضية إبراهيم بن عبد الله(3) -عليه السلام- بعد قتل أخيه النفس الزكية محمد -عليه السلام-:

سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا

ولست كمن يبكي أخاه بعبرة

ولكنني أبكي عليك بغارة ... فإن بها ما يدرك الطالب الوترا

يعصرها من جفن مقلته عصرا

أحرق في قطري كتائبها جمرا

فكيف يكون من أحد من أهل البيت التقاعد الآن، وقد أظهر الله وله الحمد دينه وأعلى كلمته، وأرغم من عاداه، وهتك ببطشه وانتقامه حجاب من ناوأه شرقا وغربا وبعدا وقربا.

فالحمد لله الذي أصدقنا وعده وأعز جنده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وصار الحال كما قال المنصور بالله(4) -عليه السلام:

ألا إن دين الله أسفر وجهه

وهز لواء النصر فاطردت به

لنا في أقاصي الشرق شرق نرومه

نروم أمورا والإله ضميننا ... فلم يعم عنه طالب جاء يطلب[183/أ]

قناة لها من عون ذي العرش أكعب وبعد ديار العرب في الغرب مغر ب

Page 293