بإنجاز ما نرجوه منه ونطلب
نعم وقد عاد إليكم إخواننا وإخوانكم السادة الكرام حماهم الله تعالى بعد قضاء مأرب الزيارة، والإشتفاء وبعد أن أنهوا إلينا عنكم مما طابت به النفس(1) وقر به الخاطر ما فيه إن شاء الله تعالى كفا، وأصحبناهم والدنا السيد العلامة بقية شيخونا أهل البيت والذي هو قدوة للحي منا والميت، حافظ علوم العترة شمس الإسلام، وعين الأوان من الآل الكرام أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي(2) طول الله لنا وللمسلمين في حياته وعمره مؤديا عنا ما كنا نحب أداه مشافهة لولا ما عرفتمونا في الكتاب وعرفنا السادة من الإعذار من النصيحة التي هي أعظم ما أوجب لمسلم على مسلم ، فكيف بالعترة الأطهار، وعاقدا سبب الإتصال الحقيقي بيننا وبينكم ننزل من العترة الأخيار جميعا منزلة الوالد الشفيق، واختص من علمهم وفضلهم بكل حبل وثيق، منجزا إن شاء الله هذا الوعد الصادق من النفير في سبيل الله، مستنجحا ما نرجوا أن يكون لنا ولكم عظيم الزلفى عند الله، فقابلوا اختصاصنا إياكم بورود هذا الرجل الذي حل منا هذا المحل بحقه الحقيق، وهو المسارعة إلى ما يحثكم عليه من الخير إن شاء الله تعالى الذي من تمسك به فقد هدي إلى أقوم طريق.
هذا وعرفنا ما أشرتم إليه من طلب الإسعاف إلى ولاية أبي عريش(3)، وبندر جازان(4) حرسهما الله تعالى، وأنكم بريون(5) إلى الله من الرجوع في ذلك إلى شرط يشترط، أو طمع يؤول إلى حيف وشطط، وإن ذكر ذلك ليس إلا لرجاء صلاح وإنما خير للمسلمين إن شاء الله تعالى وفلاح، فذلك هو الذي يقتضيه حال طالب السلامة وعارف حقوق الإمامة.
Page 294