جئتنا تمشي رويدا ... نحونا أيا خير ساع ... ومر عليه وعلى آله الصلاة والسلام بجوار من الأنصار، وهن ينشدن، ويقلن:
نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار
... فقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: ((الله أعلم أني أحبكم)). ثم سار عليه وعلى آله الصلاة والسلام إلى أن بركت ناقته على باب أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه فنزل بها سبعة أشهر.
من ص 93-96
... بناء المسجد النبوي:
... ثم بنى مسجده. قال أهل السير: بناه أولا مئة في مئة، وقيل: أقل من مئة في طول سبعة أذرع، وقيل: في طول خمسة أذرع. فلما فتح الله تعالى عليه خيبر بناه ثانيا، وزاد عليه مثله. ولما هاجر - عليه وعلى آله الصلاة والسلام - فرح بقدومه الشريف أهل المدينة، وكان يوم قدومه عندهم أعظم من يوم الزينة، وأول كلمة سمعت منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالمدينة المنورة: ((أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)). ولما بركت ناقته الميمونة عند المسجد الشريف قال: ((هذا المنزل إن شاء الله تعالى مبارك، اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين)). فقال المحل بلسان الحال:
بقدومكم نزل السرور بساحتي ... وغدا بها طير الهنا يغرد
ولقد سموت على الديار بقربكم ... حتى كأني فوقهن الفرقد
سبحان من بالعز بدل ذلتي ... وأنالني منحا عليها أحسد
Page 58