Jawahir Thamina
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
Genres
وعن الزهراء البتول رضي الله تعالى عنها لما قبر عليه [الصلاة] (1) والسلام أخذت قبضة من تراب قبره [عليه الصلاة والسلام] (2) وجعلته على عينيها وبكت وأنشدت :
ما ذا علي من شم تربة أحمد
أن لا يشم مدى الزمان غواليا
وفي حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه أن مروان أقبل فرآه ملتزم من القبر المكرم ، فأخذ برقبته. وقال : هل تدري ما تصنع قال : نعم لم آت الحجر وإنما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله
ولكن أبكوا عليه إذا وليه غير أهله
وعن بعضهم :
اتبع طريق الهدى
ولا يضرك قلة السالكين
[
** مسألة
المنورة وقد جاء أن كل أحد إنما يدفن في المحل الذي خلق منه وإنما خلق عليه [الصلاة] (6) والسلام [من الطينة التي خلقت منها الكعبة] (7).
[قيل] (8): حكمة افراده عن مكة [المشرفة] (9) بمحل بعيد منها ليكون متبوعا لا تابعا ، ولتتمايز الناس في شد الرحال إلى [نصوصه] (10).
[وقد] (11) حكى صاحب عوارف المعارف أن الطوفان لما علا الكعبة موج منها موجة إلى كل محل قبره الشريف فهو في الحقيقة لم يدفن إلا في أصل الكعبة.
وحكى السهروردي أن سليمان عليه السلام زار محل قبر محمد صلى الله عليه وسلم وأخبر بأنه سيقبر فيه ، واختصاص المدينة بذلك من بين قرى الحجاز لأنها باعتبار ذاتها لا بما عرض لها من نحو [حماها] (12) مع أنها نقلت إلى الحجفة أعذب أرض في تهامة
Page 57