فإن قر قلبي فاتهمه وقل له ... ... بمن أنت بعد العامرية مولع ... قال المجد الشيرازي في ((المغانم المطابة في معالم طابة)) : وبعد؛ فإن العناية بالمدينة الشريفة متعينة، والرعاية لعظم حرمتها لكل خير متضمنة، والوسيلة بنشر شرفها شائعة، والفضيلة لأشتات معاهدها جامعة؛ لأنها طابة ذات الحجر المفضلة، ودار الهجرة المكملة، وحرم النبوة المشرف بالآيات المنزلة، والبقعة التي تهبط الأملاك عليها، والمدينة التي يأرز الإيمان إليها، والمشهد الذي تفوح أروح نجد من ثياب زائريه، والمورد الذي لا تروي بالشوق إليه غلة وارديه، والبقعة التي خصها الله تعالى بالنبي الأطهر، والحومة التي فيها الروضة المقدسة بين القبر والمنبر، والتربة التي سمت على الآفاق بساكنها، وفضلت على جميع بقاع الأرض بالبقعة التي هي أفضل أماكنها.
بقعة ضمت الرسول تسامت ... وعلا قدرها على الآفاق
فهي عند الجميع لاشك خير ... من جميع الثرى على الإطلاق
... وجدير لمواطن عمرت بالوحي، والتنزيل، وتردد فيها الأمين جبريل عليه السلام، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله تعالى ما انتشر. مدارس آيات، ومساجد صلوات، ومشاهد خيرات، ومعاهد معجزات، ومناسك دين، ومسالك تمكين، مواقف سيد المرسلين، ومتبوأ خاتم النبيين، حيث انفجرت النبوة، وأين فاض عبابها، ومواطن مرابط مهابط الرسالة، وأرض من مس جلد المصطفى ترابها أن تعظم حرماتها، وتستنشق نفحاتها، وتقبل ربوعها وساحاتها.
يا دار خير المرسلين ومن به ... هدى الأنام وخص بالآيات
عندي لأجلك لوعة وصبابة ... وتشوق متضاعف الزفرات
وعلي عهد إن ملأت محاجري ... من تلكم الحومات والساحات
Page 31