179

Jawahir Thamina

الجواهر الثمينة في محاسن المدينة

Genres

بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها (1) انتهى وقد علمت أنهم مخاطبون في حال هبوطهم بقوله تعالى ( اهبطوا بعضكم لبعض عدو ) [البقرة : 36] [وفي بعض الأخبار لا سلامة من الناس ولا غنى عنهم ولا شفاعة من الموت] (2) وأما العريض بضم أوله وكسر ثانيه مصغر العرض بالكسر فهي قرية على أربعة أميال من المدينة كذا في العقد النبوي وهي في الجهة الشرقية وتشتمل على آبار ومزارع شتى [وكان بها نخل ولم يبق اليوم منه شيء] (3) من أحسنها البحيرة الكبرى وبحيرة ابن سعد وذات الحصن وفي شرقيه بئر مطوية قطرها ذراعان والهندية وهي معدود لزرع الحنطة والشعير فإذا كانت أيام الخريف فهي الزمردة الخضراء لاتصال مزارعها وحولها آبار قديمة لم يبق منها إلا الرسوم ومزارع صارت منابت الحمص لهجرها ولكمال الضعف في أهلها (4) وهناك أطام قديمة زعم بعضهم انها تشتمل على كنوز ومطالب وما أغرب ما يحكى في هذا الباب أن رجل من القبط جاء إلى عبد العزيز بن مروان عامل مصر فقال إن في مكان كذا كنزا ومصداق ذلك أن توجد بلاطة من مرمر خلفها باب من نحاس خلفه عمود من ذهب فوقه ديك من ذهب له عينان من الياقوت الأحمر وجناحان من المرجان والزمرد فلما سمع ذلك منه عبد العزيز بعث معه ألف رجل فلما حفروا وظهر لهم الديك ظهرت قناطر معقودة ولاحت منها تماثيل وأشخاص من ذهب فأخبر بذلك فحضر ونزل بعض الرجال فلما وضع قدمه داخل الباب نزل عليه سيفان تركاه قطعا وصفر ذلك الديك فسمعت أصوات بحفرة (5) مزعجة فهلك بالرجفة ممن حضر ثلاثة آلاف فطموهم بالرمال في تلك الحفرة فكانت قبرا لهم ورجع من بقي مقطوع الرجاء وقال لسان الحال :

هي الدنيا تقول بملء فيها

حذار حذار من بطشي وفتكي

Page 192