ههنا في الدلالة عليهم ، والاشارة اليهم ، بال بقراط ، وبني سقراط ، وآل أفلاطون ، وذرية ارسطاطليس ، ومن شاكلهم من الحكماء الأفيين ، والعلماء الربانيين الخصوصين بالعلوم العقلية ، والتأييدات الفلسفية ، ومن تبعهم ، واستجابه اليهم ، وكان منقادة اليهم ، في اوامرهم ونواهيهم ، فهم المستجنون في البقاع الطاهرة ، والمساجد العامرة ، ارواحهم خفيفة ، واجسامهم لطيفة ، يرون الإنس من حيث لا يرونهم متحدون فيهم ، قادرون على أخذ أرواحهم ، وفساد أجسامهم ، لعلمهم بالمضار والمنافع ، وأن الانس محتاجون اليهم في جميع أحوالهم ، من ماكلهم ، ومشاربهم ، إذا كانوا من اصحاب الصنائع الجليلة ، والمنافع الجمة ، ولذلك قيل أن جميع اعمال الانس تعلمة من الجن ، إذا حلتهم عليها ، واخرجتها اليهم ، ونصبتها لهم ، وقد لوحنا في هذا القول، ودللنا بهذا الكلام، على معرفة الجن المحمودين، ليعرفه من كان له قلب ، والقى السمع وهو شهيد ، ثم اعلم ان المحمودين من الجن هم الذين آمنوا بالرسول المبعوث من الأنس ، واستجابوا للنطقاء ، والأئمة المؤيدين ، بالوحي من المساء كما ذكر الله عز وجل بقوله حكاية عن طائفة منهم انهم
Page 228