الباطن لا يرى ولا يظهر ، فيعاين ما يتصل به من الوحي والالهام ، وما يبدو منه من القوى المنبثة في الحواس الخفية الكائنة بلا زمان ، ولا يعرف لها حقيقة او مكان بالعيان ، فكذلك إعاد الكلمة بالحد الأول بالقوة ، ثم تنبت منه ، وتتصل بوجهه الكريم، فتشرق أنواره ، ونبتسم فرحا بما أتصل به ، ويضحلك شكرا للمنعم عليه فتبده و عن ذاته الموجودات بتلو بعضها بعضا على الاستواء ، والكمال ، والنظام ، وانتظام الاقسام ، ويتصل بالأمر العالي الكريم ، وهو الواسطة ، وللترجمان ما يستقبل منه ، ويقبل به على من دونه من آية الله ، فالأول وجه الله ، والثاني الوجه الملتقي فوائده نعمة الله عز وجل، فالامر بقوة الكلمة مخفی متواتر لا يظهر ولا يعلم منزلته من الصفاة بالمكان ، والزمان ، والظهور بالفعل عند الأمر ، إذا نطق الوجه ، وتحرك لاظهار الأشياء للجسم ، ولكن لا يراه الا من هداه الله اليه وأنعم عليه معرفة ما رمزنا به ، وأشرنا عليه ، فهو السر الدقيق ، والبحر العميق ، وان كنا قد لوحنا به
Page 211