Jamic Culum Wa Hikam

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
61

Jamic Culum Wa Hikam

جامع العلوم والحكم

Investigator

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

Publisher

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

القاهرة

[النية قد يعبر عنها في القرآن بلفظ الابتغاء]: وقد يعبر عنها في القرآن بلفظ الابتغاء كما في قوله تعالى ﴿إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾ (^١). وقوله تعالى: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (^٢). وقوله تعالى ﴿وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ﴾ (^٣). وقوله: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (^٤). * * * [مع الآية الأخيرة]: فنفي الخير عن كثير مما يتناجى الناس به؛ إلا في الأمر بالمعروف، وخص من أفراده الصدقة والإصلاح بين الناس؛ لعموم نفعهما؛ فدل ذلك على أن التناجي بذلك خير، وأما الثواب عليه من الله فخصه بمن فعله ابتغاء مرضاة الله. وإنما جعل الأمر بالمعروف من الصدقة والإصلاح بين الناس وغيرهما خيرًا وإن لما يُبْتَغَ به وَجْهُ الله؛ لما يترتب على ذلك من النفع المتعدي؛ فيحصل به للناس إحسان وخير. وأما بالنسبة إلى الآمر فإن قَصدَ به وجه الله وابتغاءَ مرضاته؛ كان خيرًا له وأُثيب عليه، وإن لم يقصد ذلك لم يكن خيرًا له، ولا ثواب له عليه. وهذا بخلاف من صام وصلى وذكر الله يقصد بذلك عَرَضَ الدنيا؛ فإنه لا خير له فيه بالكلية؛ لأنه لا نفع في ذلك لصاحبه؛ لما يترتب عليه من الإثم فيه، ولا لغيره (^٥) لأنه لا يتعدى نفعه إلى أحدٍ، اللهم! إلا أن يحصل لأحد به اقتداء في ذلك. * * *

(^١) سورة الليل: ٢٠. (^٢) سورة البقرة: ٢٦٥. (^٣) سورة البقرة: ٢٧٢. (^٤) سورة النساء: ١١٤. (^٥) في ن: "لا لغيره".

1 / 65