"بُعِثْتُ بِجَوَامعِ الْكَلِمِ" (^١).
* * *
[معنى جوامع الكلم]:
قال الزهري (^٢) [﵀]:
جوامع الكلم -فيما بلغنا: أن الله تعالى يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله: في الأمر الواحد والأمرين، ونحو ذلك.
* * *
[أدلة أخرى على أنه ﷺ أوتي جوامع الكلم]:
وخرَّج الإمام أحمد، ﵀، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (^٣) ﵁ قال:
"خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ يَوْمًا كالمَوَدِّع فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الأُمِّي -قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ- ولا نَبِيَّ بَعْدِي، أُوتيتُ فَوَاتَحِ الْكَلِم، وَخَواتِمَهُ وَجَوامِعَه .. وذَكرَ الْحَدِيثَ" (^٤).
وخرج أبو يعلى الموصلي من حديث عمر بن الخطاب ﵁ عن النبي ﷺ قال:
(^١) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد: باب قول النبي ﷺ: نصرت بالرعب مسيرة شهر ٦/ ١٢٨. ومسلم أول كتاب المساجد ومواضع الصلاة ١/ ٣٧٠ - ٣٧١.
قال الهروي: بعثت بجوامع الكلم يعني: القرآن جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة. وكلامه ﷺ كان بالجوامع، قليل اللفظ، كثير المعاني.
(^٢) في صلب م، هـ: "النووي" وبالهامش إشارة إلى أن في نسخة: "الزهري" وهذا يشعر أن النووي هو الصواب وليس كذلك؛ فالزهري هو قائل هذا فيما ثبت بالأصول الخطية، وفيما نقله عنه البخاري في كتاب التعبير: باب المفاتيح في اليد ١٢/ ٢٥٣، وفيما ذكره ابن حجر في هذا الموضع، وفي كتاب الاعتصام: باب قول النبي ﷺ بعثت بجوامع الكلم ١٣/ ٣٠٩ من الفتح، والبيهقي في الدلائل ٥/ ٤٧١.
(^٣) في هـ، م: "وخرج الإمام أحمد ﵀ من حديث عمرو بن العاص" وهذا خطأ: فالإمام أحمد لم يخرج الحديث في مسنده من حديث عمرو بن العاص وإنما خرجه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ١٠/ ١٠٧ - ١٠٨ (معارف) من طريقين: أحدهما حسن، والآخر صحيح كما ذكر محققه: العلامة المرحوم الشيخ أحمد شاكر وانظر رده على الهيثمي في تضعيفه الحديث.
(^٤) تتمة الحديث بعد هذا: "وعلمت كم خزنة النار، وحملة العرش، وتجوز لي، وعوفيت، وعوفيت أمتي، فاسمعوا وأطيعوا مادت فيكم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله، أحلوا حلاله وحرموا حرامه".