Jāmiʿ al-ʿulūm waʾl-ḥikam
جامع العلوم والحكم
Editor
الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا
Publisher
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
Publisher Location
القاهرة
يا رب! أذكرٌ أم أُنثى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيد؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فما الأَجلُ. فَيُكْتَبُ كَذَلكَ في بَطنِ أُمِّهِ" (^١).
وظاهر هذا يوافق حديث ابن مسعود، ولكن ليس فيه تقدير مدة، وحديث حُذيفة بن أسِيد - الذي تقدم - يدل على أن الكتابة في أول الأربعين الثانية.
* * *
• وخرجه مسلم أيضًا بلفظ آخر من حديث حذيفة بن أَسِيد يبلغ به النبيَّ ﷺ قال: "يدُخْل الملَكُ على النُّطفة بعد ما تستقر في الرحم بِأربعين أو خمس وأربعين لَيْلةً فيقول: يَا رب! أَشَقِي أمْ سعيدٌ فَيُكْتبان فيقول: أي رب! أذكرٌ أم أَنثى؟ فيكتبان، ويُكْتَبُ عَملُه وَأَثرُه وأجَلُه وَرِزقُه، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحفُ فَلا يُزادُ فيِهَا ولا يُنقَصُ" (^٢).
* * *
وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: "إنَّ النطْفةَ تَقَعُ في الرَّحِم أَرَبَعينَ ليلةً ثم يتسور (^٣) عَلَيْها المَلكُ فَيقُولُ يَا رب أذَكرٌ أَمْ أنثَى؟ ". وذكر الحديث (^٤).
* * *
وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: لبضعٍ وأربعين ليلةً (^٥).
(^١) أخرجه البخاري في كتاب الحيض: باب مخلقة وغير مخلقة ١/ ٤١٨ بنحوه ومسلم في أول كتاب القدر ٤/ ٢٠٣٨. بنحوه أيضًا ونصه عند مسلم "إن الله ﷿ قد وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب! نطفة. أي رب! علقة، أي رب! مضغة فإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال: قال الملك: أي رب! أذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه.
(^٢) مسلم في أول كتاب القدر ٤/ ٢٠٣٧. بهذا اللفظ وفي أ: "أو خمسة وأربعين" بخطأ نحوي ظاهر.
(^٣) في مسلم: "يتصور" وقال النووي في شرحه ١٦/ ١٩٤ هكذا هو في جميع نسخ بلادنا يتصور بالصاد، وذكر القاضي: يتسور بالسين قال: المراد بـ "يتسور": ينزل، وهو استعارة من تسورت الدار إذا نزلت فيها من أعلاها، ولا يكون التسور إلا من فوق، فيحتمل أن تكون الصاد الواقعة في نسخ بلادنا مبدلة من السين والله أعلم أ هـ.
وذكر ابن الأثير محملا لغويا لرواية الصاد فقال: يتصور الملك على الرحم أي يسقط، من قولهم: ضربته ضربة تصور منها أي سقط. راجع النهاية ٣/ ٦٠.
(^٤) مسلم ٤/ ٢٠٣٨. من حديث حذيفة بن أسيد أيضًا ونصه عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ بأذني هاتين يقول: إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك، قال زهير: حسبته قال: الذي يخلقها فيقول: يا رب أذكر أو أنثى؟ فيجعله الله ذكرًا أو أنثى، ثم يقول: يا رب! أسوي أو غير سوي؟ فيجعله الله سويا أو غير سوي، ثم يقول: يا رب! ما رزقه؟ ما أجله؟ ما خُلُقُه؟ ثم يجعله الله شقيًّا أو سعيدًا".
(^٥) عقب الرواية السابقة.
1 / 170