84

============================================================

معه وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فقال له: هذا صدقة، فأمر أصحابه باكله ولم يأكل فجمع شيئا آخر فأتى به اليه، وهو بالمدينة، فقال له: هذا هدية، فأكل هو وأصحابه، ثم جاءه بالبقيع، وقد تبع جنازة، فجعل ينظر إلى ظهره، فعرف رسول الله صلى الله عليه ال وسلم أنه يتأمله لشيء وصف له، فألقى رداهه عن ظهره، فرأى خاتم النبوة، فقص عليه حديثه وأسلم، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يكاتب سيده نظرا لحالته الراهنة أي الحالة التي كان عليها من الرق، وإلا فهو من جملة الأحرار الذين هم أتباع حواري عيسى عليه السلام، فكاتب على غرس ثلثمائة ودية وتعهدها حتى تثمر وأربعين أوقية ذهبا، فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمر أصحابه أن يعينوه بالودي فأعانوه، ثم غرسها صلى الله عليه وسلم بيده فما مات منها واحدة بل اثمرت كلها في عامها، رفي رواية وقفت منها واحدة، فقلعها صلى الله عليه وسلم، ثم أعادها، فساوت البقية، فأداها، وبقي عليه الذهب، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب، من بعض المعادن فأعطاها له فقال: ال وأين تبلغ هذه أربعين أوقية، قال خذها فإن الله سيؤدي بها عنك، فوزنت فوفت الأربعين، وذكر في أسماء الرجال أنه ولي على المدائن زمن خلافة عمر رضي الله عنه، وعاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلثماثة سنة، قلت: قال في الإصابة ويقال: إنه أدرك عيسى ابن مريم، وقيل بل أدرك وصي عيسى، ثم قال بعد ما استدرك ما نقله عن الذهبي، فقد روي أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين من طريق العباس ابن يزيد أنه قال، أن أهل العلم يقولون، عاش ثلشماية وخمسين منق، وأما مائتين وخمسين سنة، فلا يشكون فيها، انتهى وذكر في كتاب ملتقى الأبرار أنه رضي الله عنه سكن العراق في آخر عمره وتوفي في المدانن في خلافة عثمان رضي الله عنه وهو ابن مائتين وخمين سنة. قلت: قال في الإصابة: مات سنة ستة وثلاثين في قول أبي عبيد أو سبعة في قول حليفة، وروى عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن

Page 84