83

============================================================

اومن كراماته، ما رأيت في بعض الكتب أنه نزل ضيف على سلمان الفارسي ولم يكن عنده شيء يطعمه، فرأى ظباء وطيورا في الصحراء، فاشار إلى ظبي وطير، فاقبلا إليه فقال الضيف سبحان الله، قد سخر الله لك الظباء والطير، فقال سلمان: هل رأيت عبدا أطاع الله فعصاه، انتهى.

ولبده إسلامه قصة طويلة وملخصها على ما حكاه هو عن نفسه فيما ذكره الشيخ ابن حجر في شرح الهمزية من أن أصله من أصبهان، قلت قال ني الاصابة أصله من رامهرمز واجتهد في المجوسية حتى صار رئيسها فمر بكنيسة للنصارى فأعجبوه، فذكر لأبيه، فقيده وقال له: دينك ودين آبائك خير من دينهم، وكان يسألهم عن أصل دينهم فقالوا الشام، فأرسل إليهم إذا جاءكم أحد من الشام فأخبروني، ففعلوا فحل القيد وتوجه إليها، فسأل عن أعلمهم، فدل عليه، فخدمه إلى أن مات، ثم خدم من قام مقامه، فلما احضر، قال له: بمن توصيني قال بفلان بنصيبين، نجاءه، وأخبره وخدمه، فلما احتضر ذكر له ذلك قال بفلان بعمورية من أرض الروم، فلما احتضر قال له يا بني ما أعلم أحدا على ما كنا عليه آمرك تاتيه، وانه اظل زمان بي هو المبعوث بدين ابراهيم، يخرج من أرض العرب، ويهاجر الى أرض ال بين حرتين، به علامات لا تخفى، ياكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بارضه فافعل، ثم مات، قال فمر ال بي نفر من كلب، فقلت لهم: احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم ما عندي فحملوني، فلما بلغوا وادي القرى، ظلموني فباعوني من يهودي، فياعني من ابن عم له من بني قريضة بالمدينة، قال فحملني إليها فعرفتها، فبعث صلى الله عليه وسلم بمكة، فلم أسمع له ذكرا، ثم هاجر الى المدينة، فبينما اتا أجتي لسيدي تمرا، جاءه ابن عمه فقال له: قاتل الله ال بني قيله، وهي أم الأوس والخزرج، إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم إليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي، فأخذتني رعدة وشدة حتى ظننت إني ساقط فنزلت فقلت لسيدي، ماذا قال لك هذا، فغضب مني ولطمني لطمة شديدة، وقال ومالك ولهذا، أقبل على عملك، فلما أمسى أخذ شيئا

Page 83