82

============================================================

ذلك، وفي هذه الوقعة فاز بتشريف قوله صلى الله عليه وسلم، سلمان منا أهل البيت.

قلت وذكره البغوي في المعالم بسنده حيث قال أخبرنا آبو سعيد الشريحي قال أخبرنا أبو اسحاق الثعلبي، قال أخبرنا عبد الله بن حامد الأصبهاني، قال أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، قال أخبرنا حماد بن الحسين، قال أخبرنا محمد بن خالد بن عثمان قال أخبرنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، قال حدثني أبي عن آبيه أته قال، خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب، ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعا قال فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلا قويا، فقال المهاجرون، سلمان منا وقال الانصار: سلمان منا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، سلمان منا أهل البيت قال عبد الرحمن بن عوف، كنت أنا وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعا، انتهى، وكان عطاؤه من بيت المال خمسة آلاف درهم فاذا خرج له أنفقه وتصدق به، وكان يعتاش بكذ يديه، وكان عمله نسج الخوص فيشتري خوصا بدرهم ويعمله ويبيعه بثلاثة دراهم، ينفق منها درهما على نفسه (ويتصدق] منها بدرهم، ويبقي درهمأ ثمن الخوص، ولا يأكل من صدقات الناس، وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها، وكان الناس يسخرونه في حمل أمتعتهم لرثاثة حاله، فربما عرفوه، فأرادوا أن يحملوا عنه فيقول: لا حتى أوصلكم إلى المنزل وهو إذ ذاك أمير على المدائن، وكان يستظل بالفيء حيثما دار، ولم يتخذ له بيتأ، ومن كلامه: عجبا لمؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغقول عنه، وضاحك ولا يدري آربه راض عنه أم ساخط؟ قلت، ومنه قوله: إتما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبييه الذي يعلم داءه ودواءه، فإذا اشتهى ما يضره

Page 82