قَالَ سَلمَة بن كهيل فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا، حَتَّى قَالَ: مَرَرْنَا على قنطرة، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا، وعَلى الْخَوَارِج يومئذٍ عبد الله بن وهب الرَّاسِبِي، فَقَالَ لَهُم: ألقوا الرماح، وسلوا سُيُوفكُمْ من جفونها، فَإِنِّي أَخَاف أَن يناشدوكم كَمَا ناشدوكم يَوْم حروراء، فَرَجَعُوا فوحشوا برماحهم. وسلوا السيوف، وشجرهم النَّاس برماحهم، قَالَ: وَقتل بَعضهم على بعض، وَمَا أُصِيب من النَّاس يَوْمئِذٍ إِلَّا رجلَانِ.
فَقَالَ عَليّ: التمسوا فيهم المخدج، فالتمسوه فَلم يجدوه، فَقَامَ عَليّ بِنَفسِهِ، حَتَّى أَتَى نَاسا قد قتل بَعضهم على بعض، قَالَ: أخروهم، فوجدوه مِمَّا يَلِي الأَرْض، فَكبر، ثمَّ قَالَ: صدق الله، وَبلغ رَسُوله. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَة السَّلمَانِي فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، الله الَّذِي لَا إِلَه هُوَ، أسمعت هَذَا الحَدِيث من رَسُول الله ﷺ؟ فَقَالَ: إِي وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، حَتَّى استحلفه ثَلَاثًا وَهُوَ يحلف لَهُ.
١٥١ - السَّابِع: عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ: قَالَ عَليّ: قلت: يَا رَسُول الله، مَا لَك تنوق فِي قُرَيْش وَتَدعنَا؟ قَالَ: " وعندكم شَيْء؟ " قلت: نعم، بنت حَمْزَة. فَقَالَ رَسُول الله ﷺ: " إِنَّهَا لَا تحل لي، إِنَّهَا ابْنة أخي من الرضَاعَة ".
١٥٢ - الثَّامِن: عَن أبي عبد الرَّحْمَن: أَن عليًاّ خطب فَقَالَ: أَيهَا النَّاس، أقِيمُوا الْحُدُود على أرقائكم، من أحصن مِنْهُم وَمن لم يحصن، فَإِن أمة لرَسُول الله ﷺ زنت، فَأمرنِي أَن أجلدها، فأتيتها فَإِذا هِيَ حَدِيثَة عهد بنفاس، فَخَشِيت إِن أَنا