============================================================
يلقى بالبشر حتى لا يطلعون على ما في قلبه"(11). يسترون كنوز بواطتهم، ويسترون على شحنة قلوبهم، الحزن شحنة القلوب، والخوف شحنة النفوس، الحزن غمامة ممطرة على القلوب الحكم والأسرار. لم لا تصبرون على الحزن والانكسار وقد قال الله عز وجل في بعض كلامه: "أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي"(12) كلما انكسرت قلوبهم بالبعد جاء جابر القرب جبرها، كلما استوحشت (181/ با عن الخلق جاء الأنس بالله عز وجل آنسها. كلما استوحشت عن الخلق استأنسوا بقرب الله عز وجل. كلما أدام حزنهم في الدنيا دام فرحهم في الآخرة. كان نبينا محمد طويل الحزن(13)، دائم التفكر كأنه مصغ إلى محدث يحدثه ومناد يناديه وهكذا خلفاؤه ونوابه ووراثه في طول حزنهم ودوام تفكرهم. كيف لا يقتدون به في أفعاله وهم قائمون مقامه، يطعمون طعامه، ويسقون شرابه، ويحملون على خيوله، ويقاتلون بسيوفه ورماحه. القوم ورثوا أحوال الأنبياء ومقاماتهم لا أساميهم وألقابهم، والخصائص التي كانت لهم والفضائل. الأولياء / والأبدال [1/182] (11) لم نجده بهذا اللفظ ولكن روى الحاكم في المستدرك، 4 /، 315 عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه) وسلم قال: إن الله يجب كل قلب حزين" كما يؤيده ما رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير وغيره، باب تفسير سورة المائدة،4345 عن أنس رضي الله عنه قال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولكيتم كثيرا". قال نغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجوههم لهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ . قال: فلان. فنزلت الآية لا تسألوا عن اشياء إن تبد لكم تسؤكم (سورة المائدة 101/5].
(12) انظر تخريجه ص 122 (13) الحزن: حال يقيض القلب عن التصرف في أوديه يمنع الغفلة. وهو من أوصاف أهل السلوك.
وصاحبه: دائم التفكر كثير الاستغقار وكنع من الذنوب وقلبه عامر بذكر الله والخوف منه.
Page 193