Jadid Fi Hikma
الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
فللسماويات حياة وإدراك ، فمحركاتها إما عقول أو نفوس ، | لكن العقول لا تحرك الجسم مباشرة ، لكون ذلك ينافي كونها | عقولا .
فإنا نعني بالعقل الذات المجردة عن المادة وعلائقها وتدابيراتها ، | فهي إذن نفوس ، وتصوراتها يجب أن تكون جزئية وكلية معا ، لأنها | لو لم يكن لها من التصورات إلا التصور الكلي فقط ، لامتنع تحريكها | للجسم السمائي ، لأن التصور الكلي لا يصدر عنه حركة جزئية ، وإلا | لافتقرت إلى سبب مخصص تقترن به ، ولا يكون هو وحده موجب تلك | الحركة المعنية .
ألا ترى أنا إذا حكمنا بأن البلد الفلاني ينبغي أن يقصد ، لا يكفي | فيه مجرد حكمنا بأنه ينبغي قصد بلد مطلقا ، بل لا بد معه من الشعور | بالبلد المخصوص . والحركات الفلكية جزئية ، فإذن تصدر عن تصور | متجدد جزئي ، ليخرج بها المتصور من القوة إلى الفعل في أمر ما ، هو | غير الحركة .
فإن الحركة لا تطلب لذاتها ، بل إنما تطلب لغيرها ، كما سبق | وليس غرضها من الحركة أمرا شخصيا تقف عنده ، لأنها لو وجدت أو | قنطت لوقعت على التقديرين ، فما دامت حركاتها . وسنبرهن على دوام | حركاتها ، فلها إرادة كلية ، وتصور كلي أيضا . | كونها عن إرادة : فقط وجب إذن أن تكون الحركة الفلكية إرادية . فلها | الوضعية إذا لم تكن عن قسر ، فيمتنع أن تكون عن طبيعة ، بل يتعين | له إرادة كلية ثابتة كحركة كلية تلك الارادة الكلية ، مع الوصول إلى | نقطة توجب إرادة جزئية للحركة من تلك النقطة إلى نقطة أخرى .
ثم الحركة المتقدمة ليست علة مطلقة لحركة متأخرة ، بل كل فلك | محرك مريد ، وكل محرك مريد ، فإنه يسبق تحريكه شوق ، وكل شوق |
Page 476