317

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

Genres

Theology

وهكذا دائما يكون الوصول إلى كل نقطة مع الارادة الكلية علة | لارادة وحركة جزئيتين ، فلولا الارادة الكلية ، ما وجب تحدد الارادات | والحركات الجزئية على الدوام . والارادة لكون الجسم في حد ما من | المسافة ما لم توجد لم يجب تحريك الجسم إليه ، وإذا وجدت امتنع | أن يكون الجسم في حال وجود الارادة في ذلك الحد الذي يريده ، لأن | إرادة الايجاد لا تتعلق بالموجود ، بل كان في حد آخر قبله ، وامتنع أن | يحصل في الحد الذي يريده حال كونه في الحد الذي قبله .

فإذن تأخر كونه في الحد الذي يريده عن وجود الارادة لأمر يرجع | إلى الجسم ، الذي هو القابل ، لا إلى الارادة ، التي هي الفاعلة .

ومع وصوله إلى الحد الذي يريده تفني تلك الارادة ، ويتجدد | غيرها ، فيصير كل وصول إلى حد سببا لوجود إرادة تتجدد مع ذلك | الوصول . ووجود كل إرادة سببا لوصول يتأخر عنها ، فتستمر الحركات | والارادات ، استمرار شيء غير قار ، بل على سبيل تصرم وتجدد .

والسابق لا يكون بانفراد علة لللاحق ، بل هو شرط ما تتم العلة | بانضيافه إليها . ولو طلب الفلك بحركته وضعا معينا موجودا ، لكان | ذلك تحصيلا للحاصل . بل يطلب وضعا فرضيا يفرضه ويتجه إليه | بالحركة ، وليس هو فرضيا يقف عنده ، وإلا لوقفت الحركة ، وهو | محال ، لما سيأتي .

فلا بد وأن تطلب وضعا معينا فرضيا كليا ، ولا منافاة بين كونه | معينا وبين كونه كليا . فإن الكلي له مع كليته تعين يمتاز به عن سائر | الكليات ، وتقييده بالجسم الجزئي الواحد ، لا يضر كليته ، وقد عرفت | ذلك فيما مر ، فلا بد للفلك ( لوحة 338 ) من إرادة كلية عقلية .

Page 477