151

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

فإن أجناس الموجودات وأنواعها وأصنافها وما يقع بينها من المناسبات | لا سبيل إلى حصرها . والحسية محصورة في عدد قليل ، وذلك العدد | | فإن تكثر فبالأشد والأضعف لا غير ، كالحلاوتين اللتين احداهما أشد | من الأخرى .

والعلم يستحيل على الانقسام بذاته أو بغيره ، لأنه متعلق بالبسائط | لا محالة ، وهو ظاهر . ولأنه لو لم يتعلق ( لوحة 289 ) بالبسائط ، | لتعلق بالمركبات ، وإلا فلا معلوم أصلا . والعلم بالمركبات متوقف على | العلم بأجزائها البسيطة ، فيكون قد تعلق بالبسائط .

وفرض أنه غير متعلق بها ، هذا خلف . وإذ قد ثبت أنه لا بد من | تعلقه ببسيط ، فلو انقسم لكان جزؤه ، إما أن يتعلق بكل ما تعلق به | كله أو بعضه ، أو لا شيء منه . فإن تعلق بكله كان جزء العلم هو | العلم ، فيساوي الجزء الكلي من الوجه الذي به الكل كلا ، والجزء جزاء ، | هذا خلف .

وإن تعلق ببعضه ، كان المعلوم البسيط مركبا ، وهو خلف أيضا . | وإن لم يتعلق بشيء منه ، فهو ظاهر الفساد ، إذ لا يتصور تعلق الكل | بشيء ، مع خلو كل واحد من أجزائه عن التعلق به ، أو ببعضه وعند | ذلك ، يقال إنه حيث لم يكن لشيء من الأجزاء تعلق ، فالمجموع لا تعلق | له .

فليس المجموع هو العلم ، فإن لم يحصل العلم عند اجتماع الآخر ، | لم يكن هناك علم ، وهو خلاف المفروض . وإن حصل عند اجتماعها | علم ، فإن انقسم ذلك العلم الحاصل ، عاد الكلام فيه ، ولزم التسلسل | المحال ، وإن لم ينقسم حاصل المطلوب .

Page 305