رسول الله ﷺ ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه» .
حديث صحيح أخرجه البخاري في «مسنده» كما تراه.
وقال عمر بن الخطاب ﵁ فيما كان منه:
لعمري لقد أيقنت أنك ميتٌ ... ولكنما أبدى الذي قلته الجزع
وقلت: يغيب الوحي عنا لفقده ... كما غاب موسى ثم يأتي كما رجع
وكان هواي أن تطول حياته ... وليس لحي في بقا ميت طمع
فلما كشفنا البرد عن حر وجهه ... إذا الأمر بالجذع المرحب قد وقع
فلم يك لي عند المصيبة حيلة ... أرد بها أهل الشماتة والفزع
سوى آذن الله الذي في كتابه ... وما آذن الله العباد به يقع
وقد قلت من بعد المقالة قولة ... لها في حلوق الشامتين به بشع
ألا إنما كان النبي محمد ... إلى أجل وافى به الموت فانقطع
ندين على العلات منا بدينه ... ونعطي الذي يعطي ونمنع ما منع
ووليت محزونًا بعين سخينةٍ ... أكفكف دمعي والفؤاد قد انصدع
وقلت لعيني كل دمع ذخرته ... فجودي به إن الشجي له دفع
قوله: (بشع) شيء بشعٌ أي كريه يأخذ بالحلق فهو بين البشاعة، ورجلٌ بشعٌ بين البشع إذا أكله فبشع منه، واستبشع الشيء أي عده بشعًا.
وفي الحديث «كان رسول الله ﷺ يأكل البشع» أي: الخشن الكريه الطعم، يريد أنه لم يكن يذم طعامًا، والله سبحانه أعلم.
وروى أبو ذؤيب الهذلي، واسمه خويلد بن خويلد، وقيل: ابن محرث قال: بلغنا أن رسول الله ﷺ عليلٌ فاستشعرت حزنًا، فبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها، ولا يطلع نورها، فظللت أقاسي طولها، حتى كان قرب السحر، أغفيت فهتف بي هاتفٌ وهو يقول:
خطب أجل أناخ بالإسلام ... بين النخيل ومعقد الأطام